مسلسلات رمضان
حمود التّويجري وأغرب فتاواه: لعب أو مشاهدة كرة القدم حرام
22/08/2011

تعتبر كرة القدم لعبة أكثر من مشهورة في المجتمع العربي بالاخص، والكرة نفسها سحرتْ النّاس، واستحوذتْ على أفكارهم وأوقاتهم، بدلّتْ المفاهيم والمقولات، وحوّلتها من منحوتة "الأرض بتتكلّم عربي" إلى "الأرض بتلعب كرة قدم"! لكن – وما بعد لكن غريبٌ أحيانًا– مع تنامي هذا الاهتمام بها، يستيقظ السّؤالُ المركزي: ما رأي المؤسّسة الدّينية، ليس بكرة القدم فحسب، بل بمسابقاتها ومشاهدتها وحضورها داخل أسوار الملعب؟!

حمود التّويجري وأغرب فتاواه: لعب أو مشاهدة كرة القدم حرام  صورة رقم 1

"احزن عندما اسمع عن طفل
يتربى على حب الكرة"

أسئلة كثيرة، لم تُغفل الفتاوى الإجابة عليها، فقد جاءت الفتوى من اللّجنة الدّائمة للبحوث العلميّة والإفتاء لتجيب على سؤال يقول: (ما الحكم في رؤية مباريات كرة القدم التي تُلعب على كأس، أو على منصب من المناصب كاللّعب على دوري أو كأس مثلاً)؟ وكان الجواب على النّحو التّالي: "مباريات كرة القدم حرام، وكونها على ما ذُكر من كأس أو منصب أو غير ذلك منكر آخر، لذا كانت الجوائز من اللاعبين أو بعضهم لكون ذلك قمارًا، وإذا كانت الجوائز من غيرهم، فهي حرامٌ، لكونها مكافأةٌ على فعلٍ مُحرّم، وعلى هذا فحضورُ هذه المباريات حرامٌ)!

ولا يخفى على القارئ أنّ الفتوى مقيّدة بشروط من المستحيل توافرها في عالم (الملاعب)، وكان الله في عون (جمهور الاتّحاد)، لأنّه أكثر الجماهير حضوراً! أمّا الإمام ابن تيمية، فقد أعطى أمراً مجملاً، حمله المحبّون له على تحريم اللّعب بالكرة، فقد قال ابن تيمية: "ما يتلهّى به البطالون من أنواع اللّهو وسائر ضروب اللّعب ممّا لا يستعان به في حقّ شرعي كلّه حرام"!

ثمّ يعلّق الشّيخ/ حمود التّويجري- رحمه الله – على هذا النّص بقوله: "ومن هذا الباب – الذي ذكره ابن تيمية – اللّعب بالكرة، لأنّه مجرّد لهو ولعب ومرح وعبث، وأعظم من ذلك أنّه يصدّ عن ذكر الله وعن الصّلاة، ويُوقع العداوة والبغضاء بين اللاعبين، وليس هو ممّا يُستعان به في حقّ شرعي"، ثمّ يستدرك الشّيخ التّويجري ويقول: "ومن العجيب أنّ هذا اللّعب الباطل قد جُعل في زماننا من الفنون التي تُدرّس في المدارس، ويُعتني بتعلّمه وتعليمه، أعظم ممّا يُعتني بتعلّم القرآن والعلم النّافع وتعليمهما". راجع كتاب (الإيضاح والتّبيين) صـ196. وقد توسّع الشّيخ التّويجري في ذمّ الكرة والاهتمام بها وبجوائزها وحوافزها ومسابقاتها وكلّ ما يتعلّق بها، إذ مبحثه – هناك – يتجاوز العشر صفحات، فليرجع لذلك من ينشد المزيد.

وبعد – سيّدي القارئ – وأنا أغوص في "لُجّة البحث عن الرّأي الشّرعي حول كرة القدم" حزنتُ بحرقة حمراء، ومرارة صفراء – لا تشبه شعار نادي الاتّحاد طبعًا – حزنتُ على طفل صغير يتربّى على حبّ الكرة واللّعب بها ومتابعتها، حتّى إذا كبر صفعته الفتاوى وأربكته الأحكامُ والآراءُ، ليصبح رأسه بعدها مشطوراً نصفين، نصف يحب الكرة ويفرح بها، ونصف يصفعها ويزدريها و"يركل فكرتها" "ويشوت حبها"، الأمر الذي سيصيبه- حتماً – بحالة من "الانفصام"، التي لا أظن كثيراً من الرّؤوس سلمتْ منها!