كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت والمنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 1773، عن أن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قدم نفسه بوضوح لممثلي الحكومة الأميركية باعتباره خصما لحزب الله، وأنه متطلع إلى فرص محتملة للعودة إلى رئاسة الوزراء، يوافق على أن السلام مع إسرائيل سيكون "نهاية سعيدة"، متسائلا عما إذا كانت سوريا ستصل إلى الاتفاق من دون إذن إيراني.

ونقلت الوثيقة تفاصيل لقاء جمع ميقاتي بالسفيرة الأميركية، ميشيل سيسون، ونائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد هيل، في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2008، ومنها تأكيد ميقاتي أنه "لا يمثل الجمهور السني"، لذلك فهو سيرفض في حال فوز 8 آذار في الانتخابات "تولي منصب رئيس للوزراء من دون الدعم الكامل من المجتمع السني"، مستشهدا بفشل حكومتي الرئيس سليم الحص والرئيس عمر كرامي، وتنبأ بالفوز الأكيد للرئيس سعد الحريري في الشمال، لافتا إلى أن "دم رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري لا يزال موجودا في طرابلس".
وشدد ميقاتي، بحسب الوثائق، على أن "لبنان لا يمكنه البقاء مع دويلة حزب الله"، معتبرا أن "الهدف النهائي لحزب الله في لبنان هو إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية على البحر المتوسط، يمكن أن تقود، من لبنان، ثورة آية الله الخميني الإسلامية نحو الغرب". ووصف ميقاتي حزب الله بـ"الورم" الذي يتوجب استئصاله، ناصحا رئيس الجمهورية ميشال سليمان بخلق مؤسسات قوية للدولة لمواجهة دويلة حزب الله، خصوصا أنه يعتبر الجيش اللبناني منقسما، ومعظم ضباطه يميلون لقوى 8 آذار ويدعمون حزب الله، ورئيس التيار الوطني الحر، ميشال عون.
هذا ولم ينف ميقاتي ما ورد في البرقية وبرره بالقول: "كل ما ورد عن لساني قد قلته إنما ربما هناك بعض التحريف، بالإضافة إلى أنَّ في كل حديث أخذ ورد وربما هناك إستنتاجات، وأنا قلت إنَّ "حزب الله" ورم، ولكن أكدت أنَّه ورم غير خبيث، لأنَّ كل مؤسسة تقوم بمقام الدولة وتؤدي خدمات يجب أن تقوم بها الدولة، هي ورم ولكنه غير خبيث"، ولدى سؤاله عمَّا إذا قال إنَّه "يجب إستئصال هذا الورم"، أكد ميقاتي أنَّه قال هذا الكلام، مكرراً تبريره بأنَّ "هذا الكلام قيل على أساس أنٍّ أي مؤسسة تقوم مقام الدولة هي ورم يجب إستئصاله".
imagebank - AFP