بعد 38 عاماً على حرب تشرين عام 1973، لا يزال الفشل المخابراتي الإسرائيلي الأمريكي في هذه الحرب هو الأبرز، وهو ما دعا أجهزة الاستخبارات بالبلدين لدراسة وتحليل أسباب هذا الفشل، وكيف حدثت الهزيمة رغم ما كانت تمتلكه الأجهزة من قدرات ومصادر معلومات وعملاء بدرجة ملوك أو مقربين من دوائر القرار بالدول العربية آنذاك وعلى رأسهم الصديق والعميل "الوفي" لإسرائيل ملك الأردن.

وتقول الوثائق الأمريكية التي نشرتها صحيفة "هآرتس": "أنه في 3 مايو 1973 حذر الملك حسين المخابرات الأمريكية من وقوع مواجهة عسكرية كبيرة، مشيرا إلى أن قوات من الجزائر والسودان، ستصل إلى مصر وقوات مغربية، ستصل إلى سورية، وأن طائرات ميراج ليبية، موجودة اليوم في مصر، وقوات عراقية كبيرة، موجودة على الحدود الأردنية العراقية، وأن العراقيين أرادوا أن يضعوا في الأردن طائرات حربية، سيتم نقلها إلى ساحة أخرى".
وتتابع "نقل الملك حسين يوم 25 أيلول 1973، معلومات تفصيلية عن قدرات السوريين والمصريين، لشن هجوم عسكري وأن كميات كبيرة من المعدات العسكرية السوفيتية، بما في ذلك صواريخ أرض - جو تم نقلها إلى سورية، وأن هناك إمكانية أن يبادر المصريون بعملية عسكرية ضد إسرائيل، ومن المحتمل أن يبدأ السوريون بالعملية، وينضم إليهم المصريون على طول خطوط القناة". ووصلت تقارير الملك حسين إلى وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، وبحثها مع السفير الإسرائيلي في حينه، سمحا دينيتس، الذي أكد أن لديه معلومات مشابهة مثيرة للقلق تفيد بوجود دور مركزي للسوريين في تحرك عسكري قادم، وأنهم بدأوا بالاستعدادات.
المحلل العسكري أمير أورن الذي أعد التقرير بعنوان "هل تسمع.. حوّل" يرصد إخفاقاً إستخباراتياً أمريكياً مستشهدا بما حدث لشارون الذي فشل في إقناع المراتب الأعلى في المخابرات الأمريكية، تقاطع مع فشل الكولونيل الإسرائيلي سيمان طوف مع الجنرال يوئيل بن بورات قائد وحدة 848 ونائب رئيس الأركان الجنرال يسرائيل طال، الذين لم يسامحوا أنفسهم لعشرات السنين لأنهم "لم يقلبوا العالم" لإقناعه بوجهة نظرهم بوجود حرب محتملة على إسرائيل".
imagebank - AFP