يشكك اعضاء الكنيست العرب في احتمالات قيام اسرائيل بمغامرة عسكرية، وتوجيه ضربة لأهداف في ايران، قد لا تتوقع نتائجها، ففي الوقت الذي يظهر الخبراء العسكريين في اسرائيل عقلانية وتروي في تصريحاتهم، فإن الجانب السياسي بالمقابل يبدو أكثر تهورا وحماسا لهذه الخطوة وفي مقدمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن ايهود براك. موقع "مسلسلات اون لاين" تحدث الى أعضاء كنيست عرب ممن أكدوا انهم بحكم وجودهم في أروقة الحكومة يلاحظون أن التحركات في الملف الايراني ارتقت درجة في الأسبوعين الأخيرين.
بركة: ايران قد تحتمل عشر ضربات لكن اسرائيل لا تحتمل ضربة واحدة
عضو الكنيست محمد بركة يقول ان اسرائيل بحاجة الى اختراع الخطر الايراني لسببين، الأول هو المحافظة على مكانتها الاستراتيجية بالنسبة للغرب، والثاني هو لصرف النظر عن القضية الفلسطينية التي هي القضية المركزية في المنطقة، وتحويل الانظار الى الملف الايراني.
وأضاف بركة ان اسرائيل تجمع على ان الخطر الايراني هي القضية الاهم بالنسبة لها، لكن الاختلاف في داخل المؤسسة بين من يريد ان يوجه ضربة ومن لا يريد توجيه ضربة هو فقط بسبب حساب النتائج ورد الفعل الايراني.
اسرائيل قد تقنع نفسها بأن لديها تفوق عسكري على ايران، لكن ايران قادرة على تحمل عشر ضربات من اسرائيل بينما اسرائيل لا تحتمل ضربة واحدة من ايران، ورأينا ذلك في حرب لبنان الثانية عندما قصف حزب الله اسرائيل بالصواريخ، حيث ظهر ضعف المجتمع الاسرائيلي وجبهته الداخلية بشكل جلي. فالمجتمع الاسرائيلي يجمع على ضرورة درء الخطر لكن عندما يقع الخطر يظهر ان المجتمع في حالة تفكك.
وقال بركة أن الامر الآخر الملفت هو ان القيادات السياسية في اسرائيل مندفعة ومتهورة اكثر من القيادات العسكرية، التي تبدو أكثر تعقلا، ففي كل مكان في العالم يكون الأمر عكسيا، وعادة ما تلجأ القيادة السياسية الى لجم وضبط القيادة العسكرية المندفعة باتجاه تحرك عسكري.
وقال بركة ان الجهاز السياسي ايضا يريد أن يجني بعض المكاسب الشخصية من جراء عمل عسكري، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة نتنياهو لضمان مكانه حتى الانتخابات القادمة، وبراك بحاجة لها لأنه فقد شعبيته كليا.
زحالقة: اسرائيل تقول للعالم "امسكونا لئلا نتهوّر!!
في السياق ذاته قال عضو الكنيست د. جمال زحالقة أن اسرائيل لا تستطيع ان تقوم بهذه المغامرة لوحدها، وأن كل ما تقوم به اسرائيل هدفه اجتماعي وسياسي للضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عقابية أقوى ضد ايران ومحاصرتها، وإسرائيل تتظاهر وكأنها في حال عدم اتخاذ العالم المزيد من الخطوات العقابية ضد ايران، فإنها ستقوم بمغامرة عسكرية، وكأنها تقول للعالم "امسكونا لئلا نتهور".
وأضاف زحالقة، انه في هذه النقطة بالذات اسرائيل لا تستطيع ان تتحرك لوحدها، وكل ما تقوم به اليوم بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وقال زحالقة انه في اللحظة التي توجه فيها اسرائيل ضربة عسكرية لايران فإن المنطقة بأكملها ستشتعل، وفي الرأي العام الاسرائيلي من يخشى ذلك ويحذر منه، وتحديدا هم يحذرون من شخصية ايهود براك، وحبه للمغامرات العسكرية
سويد: التحركات باتجاه ضرب ايران ارتقت درجة بعد تحرير شاليط
قال عضو الكنيست د. حنا سويد، (الجبهة) أن التعامل مع الموضوع الايراني من حيث التصريحات والتحركات أيضا قد ارتفعت درجة بعد إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، وقال إن هنالك تحضيرات حثيثة ومحمومة في التعامل مع الملف الايراني، لمنه قال "إن هذا لا يعني أن الضربة لايران أصبحت وشيكة، وانما هنالك تحضيرات".
عضو الكنيست د. حنا سويد، (الجبهة)
وأضاف سويد أن هنالك قوى داخلية في الرأي العام الاسرائيلي تدعم توجيه ضربة لإيران بدون أي تروي، وبالمقابل هناك من يقول بأن الطبخة لم تنضج حتى الآن ويجب مناقشة الموضوع أكثر، وخاصة من وجهة نظر حجم الخسائر التي قد تمنى بها اسرائيل، أو نوعية رد الفعل وما إذا سيكون رد فعل فوري من قبل ايران والقوى الاقليمية المتحالفة مع ايران مثل سوريا وحزب الله وربما "حماس" ايضا، التي قد تطلق آلاف الصواريخ على المدن الاسرائيلية.
وأشار سويد الى أن المسوغ الاخلاقي للمعايير المزدوجة بالنسبة لحق اية دولة أخرى في امتلاك سلاح نووي لا يلعب دورا فالمعادلة بالنسبة لاسرائيل واضحة بأنها هي الوحيدة صاحبة الحق في امتلاك سلاح نووي، ولو كان الخيار أن تتنازل ايران عن حقها في حيازة اسلحة نووية مقابل تنازل اسرائيل عن سلاحها النووي، لما كانت اسرائيل توافق.
وانتقد سويد تصريحات الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي يقول انه يجب محو اسرائيل عن الخارطة، فمثل هذه التصريحات تسقط الاعتبارات الاخلاقية عن اسرائيل، وتضعها في خانة المدافع عن نفسه من أخطار خارجية.
وتطرق سويد في حديثه الى ضعف اوروبا وانشغالها في أوضاعها الاقتصادية الآيلة للانهيار، والربيع العربي الذي حول المنطقة الى حالة من الفوضى ويصعب التنبؤ في الانظمة التي ستسود في المنطقة بعد الثورات، وأخيرا الرئيس اوباما الذي هو اليوم في أضعف فترات حكمه، وبحاجة الى دعم الكونغرس له والذي بيده أن يمنع أو يمنح لاوباما الشرعية، وما يعني انه يتعذر على اوباما في هذه المرحلة رفض أي طلب لاسرائيل.
a
موقع المسلسلات والأفلام وبرامج التلفزيون الرائد في العالم العربي
