مسلسلات رمضان
سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!
13/11/2011

سهى عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ابو عمار، لطالما كانت مثيرة للجدل، تعرضت لبعض من الأقاويل والشائعات ولكثير من حملات التشويه.. أرملة عرفات أكدت أن هذه الحملات كان هدفها تشويه صورة عرفات وكانت عائلته هي الحلقة الأضعف التي دفعت فاتورة النضال. "أم زهوة" فتحت قلبها من مكان إقامتها حاليا في مالطا.. فبكت وضحكت وتذكرت عرفات الأب والزوج والقائد في حوار نادر. اليكم هذا الحوار:

في زحام المسئوليات الكبيرة التي كانت ملقاة على عاتق الرئيس ابو عمار، كانت تفتقر حياته إلى الخصوصية واللحظات العائلية كيف حاولت التكيف مع غياب ابو عمار وانشغاله المستمر؟

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 1

سهى عرفات: كان برقبته عقد فيه نجمة
بيت لحم والقرآن الكريم!

أبو عمار قبل زواجنا كان يردد دائماً انه متزوج من القضية الفلسطينية ولكن حتى بعد زواجنا ظلّ متزوجاً من القضية. الموضوع لم يكن غريب أو جديد علي كوني منحدرة من عائلة مناضلة وعشت تحت الاحتلال ووالدتي تعرضت للسجن والإقامة الجبرية عدة مرات، وكنا نخرج بالمظاهرات واستشهد الكثير من رفاقنا وزملائنا، وأنا وزهوة رغم صغر سنها كنا نتفهم هذا الغياب وتكيفنا معه وكانت ابتسامة واحدة دافئة من ابو عمار تعوضنا عما نفتقده.

رغم الكثير من الاقاويل التي تعرضت لها إلا أن سهى عرفات لم تعش حياة الرفاهية والفخامة التي عاشتها زوجات الرؤساء العرب، كيف كنت تنظرين لمثل هذه الأمور ؟
لقد كنت اتهم دائما بالرفاهية وحياة البذخ ولقد تعرضت لحملة شرسة لتشويه صورتي، عائلة ياسر عرفات كانت دائما هي الحلقة الأضعف التي كانوا يحاولون تشويه صورة ابو عمار من خلالها أثناء الانتفاضة، ولقد دفعت ثمن وفائي للقضية الفلسطينية ولرفضي المستمر للتطبيع مع إسرائيل فقد كنت ارفض الذهاب لكل المناسبات التي كانوا يدعوني إليها الإسرائيليين، ولم أتعالى على احد ولم اعتبر نفسي يوما السيدة الأولى، لأن السيدة الأولى في فلسطين هي سيدة المخيم وأم الشهيد وأخت الأسير، لقد عانينا طويلا ً من حملات التشويه ولم يراني احد في أي دار أزياء بل كنت اظهر على الدوام باللباس التقليدي الفلسطيني وكنت فخورة به وبهويتنا.

كيف تصفين اللحظات الأخيرة لك مع ابو عمار في المستشفى قبل وفاته؟
لقد اخبرني الأطباء أن عليك تنشيط ذاكرة ابو عمار ومساعدته على استعادة وعيه بترديد أحب واكره الأشياء لديه على مسامعه، أكثر شيء كان يحبه هو القرآن الكريم وأكثر شيء كان يكرهه هو شارون، فأرسلت احد الشباب لإحضار شريط كاسيت بصوت المقرئ عبد الباسط عبد الصمد وقمت بتشغيل الصوت بجانب رأس أبو عمار بصوت مرتفع وكان بالغرفة المركزة بعض الضباط الفرنسيين وكنت اجلس بجانبه وأخاطبه أقول له: "يجب أن تنهض وتواجه شارون".. وفي هذه اللحظات كانت الصحف والفضائيات تتحدث عن أن زوجة عرفات تتفاوض على أمواله في المستشفى، لقد تعرضت لظلم كبير، ولقد قال لي الأطباء بالمستشفى: "نحن لم نشعر بالظلم في حياتنا مثل الظلم الذي نشعر به في هذه اللحظة".

كيف عشت لحظات استشهاد ابو عمار؟
ليلة استشهاده الساعة الرابعة فجرا غفوت لدقائق قليلة قبل أن يأتي د.رمزي خوري لمناداتي وتوجهنا إلى غرفة العناية المركزية التي يرقد فيها ابوعمار وكان برفقتنا قاضي القضاة الشيخ د.تيسير التميمي وحين صعدت الروح إلى بارئها كان ابو عمار يبتسم ابتسامة لم أراها في حياتي فسألت الشيخ التميمي وأنا مندهشة فقال لي :"هذه ابتسامة الجنة..لا تبكي هذه ابتسامة الملائكة".

هل تحتفظين بشيء من ذكرى عرفات عزيز على قلبك كثيرا؟
أكثر شيء عزيز علي من ذكرى ابو عمار بعض المسابح التي كان يسبح بها، وكان برقبته عقد فيه نجمة بيت لحم والقرآن الكريم، وتذكار أعطاه إياه الجنرال الفرنسي ديغول والأشياء التي كانت معه في المستشفى.

ماذا لو كان ابوعمار على قيد الحياة؟
في البداية اقول كان الله في عون الرئيس ابو مازن على كل ما يواجهه من اعباء ثقيلة.. ولو كان ابوعمار على قيد الحياة لما حدث الانقسام الفلسطيني الذي هو فضيحة دولية.

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 2

سهى عرفات: تعرضت لحملة شرسة
لتشويه صورتي!

بعد زواجك من ابو عمار وقبل الانتقال الى ارض الوطن قلت ان اهتمامك سينصب على العمل الانساني..كيف كانت التجربة في العمل على ارض الواقع؟
لقد أسست مؤسسة فلسطين المستقبل ومركز الدم لفحص الامراض الوراثية وقد عملت طويلا ومعي اخوة واخوات اخرين لم يدخروا جهدا لانجاح المشروع فلم اكن لوحدي وبفضل الله وجهودنا المستمرة اصبحت غزة خالية من امراض الدم الوراثية، وبدأت العمل مع ابوعمار من اجل سن قانون لا يحتم على المرأة أخذ موافقة زوجها للحصول على جواز سفر، وكذلك اعطاء الحضانة للام حتى 14 سنة، فكنت احاول التدخل كثيرا عند ابو عمار لإخراج بعض المعتقلين السياسيين وكنت انجح احيانا حتى ان ابوعمار انزعج مرة وقال لي انني اتدخل كثيرا في عمله. كما كنت اول من فكر في تشكيل الشرطة النسائية واعجب ابوعمار بالفكرة ووافق عليها.

إلى أين وصلت قضية مذكرة التوقيف التونسية ضدك؟
مذكرة التوقيف غير صحيحة ولا أساس لها، لقد كان هناك مشروع مدرسة بيني وبين ليلى الطرابلسي وانسحبت منه عندما أرادت هي أن تغلق مدرسة أخرى من أجل مدرستها وهذا هو أصل الحكاية، لقد تعرضت لظلم كبير من عائلة بن علي بعد وفاة ابوعمار، لقد "تشاطروا على أرملة وطفلتها، وطردوني وقاموا برمي اغراض ابوعمار في الشارع".

كيف كنت تتعاملين مع ابو عمار في حالات غضبه؟
كنت التزم بالصمت..احيانا احضر له زهوة لمدة 3 او 5 دقائق فتتحسن نفسيته قليلا، وفي احدى المرات كان ابوعمار متضايق جدا وأرسلت له زهوة فمنعها المرافقون من الدخول على ابوعمار لأنه كان غاضب جدا ففتحت الباب لوحدها وقامت بالدخول رغما عنهم وكان يجلس عنده بعض الصحفيين فقام ابوعمار واحتضنها وابتسم وقام الجميع بالتقاط الصور لهما.(دنيا الوطن)

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 3

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 4

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 5

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 6

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 7

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 8

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 9

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 10

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 11

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 12

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 13

سهى عرفات: لم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى وظلمت كثيرا!  صورة رقم 14

imagebank - AFP