مسلسلات رمضان
خدام لرفعت: انت مصاب بمرض الوهم ولك علاقة بمجزرة حماه!
11/12/2011

رد عبدالحليم خدام النائب السابق لرئيس الجمهورية العربية السورية "المنشق" على تصريحات رفعت الأسد عم الرئيس الأخيرة أدلى بها في مقابلة تلفزيونية، من خلال بيان صحفي صادرعن مكتب خدام يتهم فيه رفعت الأسد بالمسؤولية المباشرة عن مجزرتي حماه وتدمر وعن تجاوزات وإنتهاكات قام بها أثناء وجوده في السلطة.

نص البيان الكامل

خدام لرفعت: انت مصاب بمرض الوهم ولك علاقة بمجزرة حماه! صورة رقم 1

خدام: بشار يتهرب من مسؤوليته
عن الجرائم التي ارتكبها

لم أفاجأ، ولم يفاجأ الكثيرون من الذين استمعوا، أو قرؤوا ما ورد من حديثٍ له في مؤتمرٍ ضم أفراد عائلته وبعض العاملين معه، والذي عقده في باريس، وكذلك حديثه في بعض القنوات التلفزيونية، لأن مجمل ما ورد في أحاديثه هو أحد الأمراض المصاب بها رفعت الأسد، وهو مرض الوهم والإختلاق، لاسيما التهرب من مسؤوليته عن جميع الأعمال التي ارتكبها وشارك بها. ومن هذه الجرائم مجزرتي حماه وتدمر، واصفاً نفسه أنه كان ضابطاً عادياً في الجيش، ولم تكن له أية علاقة بكل ما جرى في سورية، محملاً شقيقه وآخرين مسؤولية تلك الجرائم.

ولا شك أن سياسة العزل والإقصاء والتمييز التي ارتكز عليها النظام أفرزت في البلاد أجواء من الإحتقان الطائفي بسبب حرمان الأكثرية الساحقة من السوريين من ممارسة حقوقهم الأساسية، وإطلاق يد أشخاصٍ كرفعت الأسد وأشخاصٍ آخرين على شاكلته في ارتكاب أكثر الأعمال وحشية، وفي ممارسة جميع أنواع الفساد.

ومما زاد في الاحتقان الطائفي، الجريمة البشعة التي ارتكبها ضابطٌ منظم لدى الطلائع المقاتلة التي أسسها مروان حديد وكان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين قبل ارتكاب الجريمة ثم انفصل عنها، حيث تركت تلك الجريمة ردود فعل سيئة لدى جميع السوريين، ولكن كان وقعها أكثر على عائلات طلاب مدرسة المدفعية وجميعهم من أبناء الطائفة العلوية. وكانت الجريمة قد وقعت في منتصف حزيران عام 1979 عندما أقدم ضابط مدرس على قتل أربعين طالباً في أحد الصفوف الدراسية وأخرج جميع الطلاب الذين لا ينتمون إلى الطائفة العلوية.

لا بد من الإشارة أن النظام تعامل بصورةٍ غير مدروسة مع هذه الجريمة إذ سلط الأضواء على التيارات الإسلامية وبينها الإخوان المسلمين. وكان من مفرزات تلك الأوضاع ملاحقة الإخوان المسلمين في البلاد، وأدى ذلك إلى صدامات معهم، وكانت من نتائج هذا الصِدام مجزرة حماه التي قام بها النظام الأسدي، مما زاد في حدة الإحتقان الطائفي، وكان بالإمكان إيجاد الحلول الأخرى لإنهاء إعتصام الإخوان المسلمين في حماه.

لعب رفعت الأسد الدور الأساسي في مجزرة حماه، وكانت الوحدة 569 التي يقودها أول الوحدات العسكرية التي دخلت إلى حماه، وارتكبت ما تحدث عنه الكثيرون من جرائم في تلك المدينة الباسلة. يزعم رفعت الأسد أنه لم يزر مدينة حماه، وأن مئات فقط من الوحدة التي يقودها ذهبت إلى حماه بأمر من قيادة الجيش.

في هذا الصدد أود أن أوضح ما يلي

خدام لرفعت: انت مصاب بمرض الوهم ولك علاقة بمجزرة حماه! صورة رقم 2

رفعت الاسد قاد الوحدة التي
ارتكبت جريمة الابادة!

أولاً: لا صحة لإدعاء رفعت الأسد أن القيادة شكلت لجنتين، واحدة عسكرية، والثانية سياسية تضم كل من حافظ الأسد وعبد الحليم خدام ورئيس الوزراء ووزير الداخلية، وإنما فقط كانت المجموعة العسكرية الضيقة والقريبة من حافظ الأسد ومن بين أعضائها كان رفعت الأسد، هي التي كانت تدير المعركة بكل أبعادها الأمنية والسياسية. كما أنني أؤكد عدم تشكيل أية لجنة سياسية لإدارة المعركة، وكان الوزراء، وأعضاء القيادة القطرية، وأعضاء الجبهة الوطنية، في أكثر الأحيان يتلقون المعلومات من الشارع التي تأتي من حماه، بالإضافة إلى تسريبات تأتي من العسكريين. ولم تعرف القيادة القطرية بمجزرة حماه إلا عندما طلبت منها الحكومة إقرار موازنة إضافية لإعادة بناء المدينة.

ثانياً: بخصوص مجزرة حماه، فقد كانت قيادة الفرقة العسكرية التي شاركت في القتال مع سرايا الدفاع تتلقى تعليماتها من قيادة الجيش، وكانت على صلة مباشرة مع حافظ الأسد والقيادة العسكرية، وكانت المعلومات حول تطور الأحداث تأتي إلى قيادة الجيش. وفي كل الأحوال فإن أسماء الذين تورطوا بأعمال القتل سيتم تحديدهم عند تشكيل لجنة بعد سقوط النظام الحالي للتحقيق في جريمة حماه وأبعادها ونتائجها، لأن هذه الجريمة هي إحدى الجرائم الكبرى التي جرت في سورية في هذه المرحلة، ولا يجب بشكل من الإشكال طي هذا الملف لأنه يشكل دملة في جسم الشعب السوري.

ثالثاً: جريمة الإبادة الأخرى، جريمة سجن تدمر، التي ارتكبتها الوحدة 569 التي يقودها رفعت الأسد، لأن ضباطها لا يخضعون لأية تعليمات إذا لم تكن صادرة عن رفعت شخصياً أو مباشرة عن حافظ الأسد. وفي يوم الجريمة كان حافظ الأسد مصاباً في المستشفى وكان حاضرًا عدة أعضاءٍ من القيادة القطرية، ولم يعط أية توجيهات لأية جهة عسكرية، فقد كان مشغولاً بجرحه وقلقاً من محاولة اغتياله. لقد قتل في تلك الجريمة أكثر من ألف سجين لا ذنب لهم وليس بينهم من حاول الإغتيال، لأن من حاول الاغتيال مجند في حراسة قصر الضيافة، وكذلك لا بد من فتح ملف هذه الجريمة.

رابعاً: تحدث رفعت الأسد في مقابلة تلفزيونية على أنه كان ضابطاً عادياً في الجيش، وأنه كان معارضاً دائماً، وخرج من البلاد وليس لديه مال وإنما عمل أولاده بالمال الذي يدعي أنه تلقاه من البرجوازيين السوريين، وهذه أكذوبة لا يستطيع عاقل أن يصدقها. فبعض البرجوازيين في سورية أعطوه هذا المال عندما كان في السلطة للحصول على صفقات من الدولة. رفعت الأسد عملياً لم يمارس قيادة عسكرية بالمعنى المهني، وإنما كان يستخدم قيادته للفرقة 569 للهيمنة والتسلط على الدولة، واستخدام مؤسساتها للحصول على الثروة. وبقي عملياً يقود الفرقة رغم تعيينه رئيساً لمكتب التعليم العالي.

imagebank - AFP