أعلنت المعارضة السورية مقتل 38 شخصاً برصاص الأجهزة الأمنية السورية يوم أمس السبت، ضمن الاحتجاجات المتواصلة للمطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، الذي كان يؤكد أمام وفد عراقي على "التعامل بإيجابية" مع المقترحات المقدمة لبلاده، في حين برز في تونس حضور الرئيس منصف المرزوقي لمؤتمر المعارضة السورية، مندداً بالعنف الممارس من قبل النظام في دمشق.

الاسد يلتقي مستشار الأمن العراقي
فالح الفياض
وقالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى ارتفع إلى 38، بينهم سيدتان وثلاثة أطفال وثمانية جنود منشقين، وتوزع القتلى جغرافياً بواقع 14 في حمص ومثلهم في درعا، وسبعة في إدلب وثلاثة في ريف دمشق ودير الزور. أما وكالة الأنباء السورية الرسمية فقالت إن القوى الأمنية اشتبكت مع من وصفتها بـ"المجموعات الإرهابية المسلحة" في منطقة تلدو بحمص، و"ألقت القبض على عدد من عناصرها وقتلت عدداً آخر بينهم رئيس المجموعة وهو من أخطر المطلوبين."
كما أضافت أن الضابط أحمد سليمان الفارس، وهو برتبة مقدم، قتل وأصيب سائقه بجروح طفيفة بانفجار عبوة ناسفة على طريق عام بلدة المسطومة، إدلب. يشار إلى أن "سي ان ان" لا يمكنها التأكد من صحة هذه المعلومات بشكل مستقل نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
الأسد يجتمع مع الوفد العراقي
وفي دمشق، التقى الرئيس السوري بشار الأسد بمستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، والنائب في البرلمان العراقي، عزت الشاهبندر، المبعوثين من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وأعرب الأسد، بحسب وكالة الأنباء السورية، "عن تقديره للجهود الصادقة التي تقوم بها بعض الدول العربية وخاصة العراق الشقيق لمساعدة سوريا في الخروج مما تمر به، مؤكداً أن سوريا تعاملت بإيجابية مع جميع المقترحات التي قدمت لها لأن من مصلحتها أن يعرف العالم حقيقة ما يجري في ظل التشويه وقلب الحقائق الهادفين إلى إفشال أي أفق للحل."
المرزوقي يندد بعنف النظام ويحذر من "شراك الطائفية"

"ضرورة الحذر من الانحراف
عن سلمية الثورة"
وفي تونس، التي تجتمع فيها عشرات الشخصيات المعارضة السورية الناشطة ضمن "المجلس الوطني،" برزت مشاركة الرئيس المؤقت، المنصف المرزوقي، في كلمة ألقاها أمام المجتمعين أشار فيها إلى "ضرورة الحذر من الانحراف عن سلمية الثورة لأن التمسك بسلميتها هو نقطة قوتها."
وحذر المرزوقي من خطر ما قال إنه "استدراج إلى شراك الطائفية بشتى أشكالها،" مشيراً إلى أن ذلك "سيقود إلى حرب أهلية تستنزف الأرواح والمقدرات،" وأكد في نفس السياق على "ضرورة الاستفادة من الضغوط الهائلة التي تمارس على النظام وترجمة ذلك بالتجذر في الشارع لا باستسهال التدخل الخارجي."
وناشد الرئيس التونسي المؤقت من وصفها بـ"الضمائر الحية في سوريا" أن تعي حقيقة أن الدم المسفوك هو "دم أبناء الشعب، وأن الشعوب لم تخلق لتستعبد، وأن تأجيل المواجهة الحقيقية للأزمة بالعدول عن الحل الأمني العسكري لا يعدو أن يكون محض استنزاف للمقدرات والطاقات."
وتابع المرزوقي في الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر التي لم يسمح لممثلي وسائل الإعلام بتغطيتها، إن الشعب السوري "يظل الأقدر على خلق أشكال مقاومته وصموده والوصول إلى أهدافه في مواطنة حرة كريمة" معربا عن اليقين بأن الذي يمهد للتدخل الخارجي هو "عنف النظام لا سلمية الشارع أو مسعى المعارضة."
imagebank - AFP