شكك مسؤولون أمريكيون وفرنسيون في التزام سوريا بتعهداتها تجاه المبادرة العربية لتسوية الأزمة والتي تنص على إنهاء العنف وسحب الجيش من المدن، فيما دعا الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الرئيس السوري، بشار الأسد، للتنحي، وسط استمرار حملة القمع العسكرية التي أوقعت ما يزيد عن 30 قتيلاً. وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، إنه آن الأوان فعلا لكي يتدخل مجلس الأمن الدولي لزيادة الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد.

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
يدعو الاسد الى التنحي!
وأستطرد قائلاً بأن معاناة الشعب السوري على يد نظام الأسد مازالت مستمرة وكذلك القتل العشوائي للعشرات من المدنيين. ولفت كارني إلى أن النظام السوري وقع على بروتوكول بعثة المراقبين مع جامعة الدول العربية منذ أكثر من أسبوعين، مضيفاً إلى أنه "من البديهي أنه لم يتم احترام الشروط"، في ظل "استمرار رصاص القناصة وأعمال التعذيب وعمليات القتل في سوريا".
وبموازاة ذلك، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فكتوريا نولاند، إن "العنف لم يتوقف، ونظام الأسد لم يطبق على الأرض تعهداته التي قطعها على نفسه عندما وافق على الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية لتسوية الأزمة في بلاده". وكانت إدارة واشنطن قد شككت في التزام النظام السوري بالمبادرة العربية الهادفة لإنهاء العنف في سوريا، وذلك فور توقيعه بروتوكول بعثة المراقبين العرب في ديسمبر/كانون الأول الفائت.
وقالت حينها إن الخطوات المقبلة التي ستتخذها والمجتمع الدولي ستأخذ في الاعتبار مدى التعاون الحقيقي من جانب السلطات السورية مع مهمة المراقبة التي تضطلع بها الجامعة العربية، ومستوى امتثال الحكومة السورية للعناصر الأخرى الواردة في مبادرة الجامعة العربية. ومن جانبه، دعا الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الرئيس السوري إلى التنحي، قائلاً إن على الأسرة الدولية أن تدين بلا هوادة القمع البربري للمدنيين، وأن تعمل على ضمان عمل المراقبين العرب بحرية لأداء مهامهم على الوجه الصحيح.
وبدوره، أبدى وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، تشككه إزاء سماح السلطات السورية لبعثة المراقبين العرب بحرية التحرك للكشف عن الحقائق، قائلاً إنه يجب على النظام السوري ألا يتدخل في عمل فريق تقصي الحقائق. وتابع: "نحن بانتظار تقريرهم (المراقبين) الذي سيقدم خلال الأيام القادمة." ويتهم النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" بالوقوف وراء موجة عنف دموي فجرها حملة قمع عسكرية أطلقها في مواجهة احتجاجات شعبية مناهضة له، راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف شخص، منذ مارس/آذار الماضي، وفق الأمم المتحدة.
imagebank - AFP