مسلسلات رمضان
أمين جبهة العمل الإسلامي بالأردن: "لسنا دعاة ثورة ولا دعاة انقلاب"
13/01/2012

أكد حزب (جبهة العمل الإسلامي) الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن عزمه الاستمرار في المطالبة بإصلاح نظام الحكم في المملكة دون الدعوة إلى إسقاطه. وقال الشيخ حمزة منصور الأمين العام للحزب إن "إخوان الأردن سيستمرون في رفع شعار المطالبة بإصلاح النظام لكنهم لن يرفعوا أبدا شعار إسقاطه أو الانقلاب عليه".

أمين جبهة العمل الإسلامي بالأردن:

"لسنا دعاة ثورة ولا دعاة انقلاب"!

وشدد منصور على إصرار الحزب على سلمية جهوده في المطالبة بالإصلاح وقال في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف من القاهرة: "لسنا دعاة ثورة ولا دعاة انقلاب، نحن دعاة إصلاح، وحتى لو تم التصعيد ضدنا مستقبلا، فإن ذلك لن يخرجنا عن مسارنا في المطالبة بإصلاحات شاملة وحقيقية بوسائل سلمية وبمشاركة جميع الأطياف السياسية بالبلاد".

وكان العشرات ممن وصفتهم قيادات جبهة العمل الإسلامي بـ"البلطجية" قاموا نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي بمحاصرة وإحراق مقرين لجماعة الإخوان المسلمين وحزب "جبهة العمل الإسلامي" بمدينة المفرق، وسبق ذلك قيام العشرات من الموالين للحكومة، بمهاجمة مسيرة احتجاجية نظمتها الجبهة في المفرق أيضا، ما أسفر عن اصابة 30 شخصا.

واتهم منصور من وصفهم بـ"المتضررين من عملية الإصلاح" بالتسبب في أحداث المفرق، موضحا: "هؤلاء المتضررون هم الذين تسببوا في أحداث المفرق وبالتالي في الوقيعة بين الحركة الإسلامية بل والحراك الشعبي بشكل عام (من ناحية) والمؤسسات الرسمية ذات الصلة بالاعتداء على المواطنين وعلى المقرات الحزبية بالمفرق (من ناحية أخرى)".

ووجه الشيخ منصور اتهاما غير مباشر لأجهزة الأمن بالضلوع في أحداث المفرق قائلا: "نحن نعتقد أنه لا يمكن أن تحرق المقرات إذا كانت هناك إرادة لدى الأجهزة الأمنية لحماية هذه الممتلكات، فماذا يعني وقوفها متفرجة على نهب المقر وحرقه لساعات طويلة دون أي تدخل". ووجه لوما إلى الحكومة التي "وعدت بالتحقيق في ذلك الحادث ولكننا لم نرى حتى الآن أي خطوات تنفذ في هذا المسار".

كما اتهم منصور الأجهزة الأمنية بتحريك جماعة "الولاء للوطن والقائد" قائلا: "هذه (الجماعة) تحركها الأجهزة الأمنية.. بعض الأجهزة الأمنية تريد أن تبقي كل الأوراق بيدها ولا تريد أن تمارس الحكومة ولايتها العامة باعتبارها مسؤولة عن كل الأجهزة المدنية والعسكرية". وكانت جماعة (الولاء للوطن والقائد) أعربت بداية كانون ثان/ يناير الجاري عن اعتزامها حرق كل مقرات حزب جبهة العمل الإسلامي إذا استمر في المطالبة بالإصلاح وذلك وسط تجاهل جهات رسمية لهذه الدعوات.

أمين جبهة العمل الإسلامي بالأردن:

"إخوان الأردن سيستمرون في رفع
شعار المطالبة بإصلاح النظام"

أما فيما يتعلق بمسؤولية حكومة رئيس الوزراء عون الخصاونة عن تلك الأحداث، قال منصور: "الحكومة مستهدفة بقدر ما نحن مستهدفون كما أن دعاة الإصلاح مستهدفون وقوي الشد العكسي التي لا تريد الإصلاح هي التي تستهدفنا جميعا". وعما إذا كان هناك صراع بين الحكومة والمخابرات هو الذي أفضى إلى الهجوم على مسيرة الإخوان، قال منصور: "أستشعر أن هناك تنازعا على الصلاحيات بين هاتين الجهتين".

ورفض منصور ما يتردد عن أن سبب توتر العلاقة بين الإخوان والنظام يعود إلي أن الجماعة وإن كانت لا تدعو لإسقاط النظام فإنها تحاول ابتزازه بورقة الدعوة لإسقاطه، بهدف الحصول على أكبر قدر من المكاسب، بما في ذلك احتمالية تشكيلها لأي حكومة مستقبلية بالبلاد، مستغلة مد تيار الإسلام السياسي الذي يجتاح أغلب بلدان المنطقة في أعقاب ثورات الربيع العربي. وأشار إلى أن "أسلوب الابتزاز" ليس من أساليب الحركة الإسلامية.

"نحن لا نبحث عن مصالح شخصية أو فئوية.. نحن ننشد الإصلاح لمصلحة الوطن والمواطنين جميعا.. من البداية رفعنا شعار إصلاح النظام لا تغييره ولا ابتزازه". ونفى منصور رفع الأخوان لشعارات تهدد بإسقاط النظام والتهديد بذلك في مسيرة (طفح الكيل) التي أعقبت حرق المقرات، مثل شعار (إس إس أصلح وإلا نكملها) موضحا: "أنا كنت بهذه المسيرة ولم يحدث أن ردد شبابنا مثل هذه الشعارات وإن كانت هذه الشعارات رددت خلال المسيرة، فمن المؤكد أنها صدرت من غيرنا.. كما أنه ليس صحيحا أن العلم الأردني لم يرفع بتلك المسيرة.. فالعلم كان مرفوعا".

وتابع: "المسيرة جاءت بالأساس بعد حرق المقرات والاعتداء على مواطنين في مسيرة سلمية.. والمطالبة بالإصلاح ووقف التجاوزات لا تعني التهديد، وإن كنا نحن لم نهدد أحدا بالأساس لا في تلك المسيرة ولا في غيرها.. القضية أن التجاوزات قد كثرت وآن لأصحاب القرار بالبلاد أن يضعوا حدا لها.. والإصلاح مصلحة وطنية للملك والحكومة والشعب".

كان نحو 15 ألفا من المنتمين للحركة الإسلامية وحركات شعبية وعشائرية نظموا مسيرة بوسط العاصمة الأردنية عمان حملت عنوان "طفح الكيل" وجهت خلالها رسائل غاضبة للنظام الأردني في نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وانتقد منصور بيان مجلس النواب الذي وصف مؤيدي الإخوان في مسيرة "طفح الكيل" بالميلشيات، وقال: "لا يوجد عندنا مليشيات، عندنا مواطنون مؤيدون لنا حتى لو وصل عددهم لمئة ألف.. هم مواطنون عاديون بملابسهم العادية الخالية من كل شيء إلا من العلم الأردني فكيف يسمونهم مليشيات هذا تحريض مرفوض ومدان".