مسلسلات رمضان
العربي: استيلاء اسرائيل على اراضي عربية قلب موازين القوى
25/01/2012

يرى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن حرب 1967 التي استولت فيها اسرائيل على بعض الأراضي العربية قلبت موازين القوى في المنطقة اذ حولت "السمة الغالبة للنزاع العربي الاسرائيلي" من "نزاع على وجود" الى نزاع على حدود. واستولت اسرائيل في حرب يونيو حزيران 1967 على هضبة الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وشبه جزيرة سيناء المصرية. وفي نوفمبر تشرين الثاني 1967 صدر قرار مجلس الامن رقم 424 الذي "نص بوضوح على عدم جواز اكتساب الاراضي بالقوة... وطالب الطرفين بانهاء حالة الحرب" كما يسجل العربي الذي كان انذاك عضوا بالبعثة المصرية الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك.

العربي: استيلاء اسرائيل على اراضي عربية قلب موازين القوى صورة رقم 1

لا يجوز اكتساب الاراضي بالقوة!

ويقول في كتابه "طابا. كامب ديفيد. الجدار العازل" ان ذلك القرار "كما تمت صياغته باللغة الانجليزية أعطى لاسرائيل حجة في المماطلة في الانسحاب" اذ طالبها بالانسحاب من "أراض احتلت" ويرجح العربي أنه من أخطر القرارات المصيرية في تاريخ النزاع العربي الاسرائيلي. ويضيف أنه لو كان هذا القرار "غير مشوب باللبس المتعلق بنص القرار باللغة الانجليزية والذي نجحت اسرائيل بمهارة فائقة في الترويج له لربما أمكن تنفيذ القرار على غرار سابقة انسحابها عام 1956 والله أعلم" اذ أجبرت اسرائيل على الانسحاب من سيناء بعد العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الاسرائيلي على مصر.

ويتساءل "لماذا صدرت قرارات من مجلس الأمن تطالب بوقف القتال دون مطالبة القوات المعتدية بالانسحاب خلافا للقاعدة العامة في الحالات المشابهة؟". ويقول في الكتاب الذي حمل عنوانا فرعيا هو "صراع الدبلوماسية من مجلس الأمن الى المحكمة الدولية" ان جميع قرارات مجلس الأمن السابقة على القرار رقم 424 كانت تربط بين وقف اطلاق النار وانسحاب القوات المعتدية. ولكنه يسجل استثناء وحيدا عام 1948 في المعارك بين المقاومة الاندونيسية وقوات الاحتلال الهولندي اذ كان مسرح المعارك داخل الحدود الاندونيسية بحيث كان لا يمكن من الناحية العملية مطالبة قوات الاحتلال الهولندي بالانسحاب.

ويوضح العربي أن العالم العربي الذي لم يكن يعترف باسرائيل حتى حرب 1967 وكان يعتبرها كيانا مزعوما تحول اهتمامه بعد الحرب الى قضية الحدود بل السعي الى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو حزيران 1967. والكتاب الذي يقع في 414 صفحة كبيرة القطع تسجيل لرحلة العربي الدبلوماسية ويتزامن صدوره عن (دار الشروق) بالقاهرة مع اقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي افتتحت دورته الثالثة والاربعون يوم الاحد.

وشغل العربي مناصب منها سفير مصر الدائم لدى الامم المتحدة في جنيف (1987- 1991) ثم سفير مصر الدائم لدى الامم المتحدة في نيويورك (1991-1999) ثم انتخب قاضيا بمحكمة العدل الدولية (2001-2006) وفي العام الماضي تولى وزارة الخارجية لفترة قصيرة ثم الامانة العامة لجامعة الدول العربية. كما تولى العربي رئاسة الوفد المصري في المفاوضات الخاصة بالتحكيم في قضية طابا وهي نقطة حدودية تطل على خليج العقبة وكان متنازعا عليها بين مصر واسرائيل.

imagebank - AFP