نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس في قضية جريمة القتل الفظيعة التي ذهبت ضحيتها فتاة شابة تبلغ من العمر ثمانية عشرة سنة.. وتورط في قتلها ثلاثة أشخاص: والدتها وشقيقاها. وقضت المحكمة بسجن والدة الضحية لمدة عامين سجنا وشقيقها لمدة خمس سنوات.
وتبين خلال التحقيق أن المتهمة وهي والدة الضحية شكت بوجود علاقة بين ابنها وشاب عرف بسوء سلوكه مما جعلها تطلب منها قطع هذه العلاقة والاهتمام بدراستها، ووصل الأمر بالضحية كي تنقطع عن دراستها، حيث قامت الفتاة بنعت أمها بأقبح الصفات، وحينها تدخل شقيقها الأول جاذبا إياها من يدها ثم سحبها باتجاه والدتها داعيا إياها طلب الفصح إلا أنها اغتاظت وتمادت في شتم والدتها، ثم عمدت دفع شقيقها الذي تولى هو بدوره دفعها إلى الخلف حتى فقدت توازنها وهوت على الأرض.
وقام بوضع منشفة على وجه شقيقته لمنعها من الصياح والتي ظلت تقاوم لآخر رمق في حياتها قبل أن تخمد أنفاسها.. وبمرور اللحظات تأكد جميعهم بأنها فارقت الحياة فتملكهم الفزع ولم يجدوا حلا سوى أنهم قاموا بتغطية جثتها بغطاء قطني ثم نقلوها إلى غرفتها في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا دون أن يخبروا أحدا.
وخلال إصدار شهادة الدفن المح الطبيب لإجراء تشريح طبي للنظر في أسباب الوفاة، وبانطلاق التحريات تم إيقاف والدة الفتاة وشقيقيها اللذين أنكروا جملة وتفصيلا التهمة الموجهة إليهم زاعمين أن ما أقدموا عليه كان من باب تأديبها.