حذرت مؤسسات وهيئات وشخصيات عربية وفلسطينية من التداعيات الخطيرة لعملية الاقتحام التي قامت بها قوات الشرطة الإسرائيلية لساحات المسجد الأقصى، داعيا إلى تدخل دولي سريع للجم الممارسات .
في القاهرة، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من التداعيات الخطيرة لعملية الاقتحام التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي لساحات المسجد الأقصى.
وناشد مجلس الأمن الدولي، بالتدخل الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وتحميل إسرائيل مسؤولية تصعيد الموقف وما يمكن أن ينتج عنه من توتر وأعمال عنف تضيف إلى توتر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقة برمتها.
وشدد موسى على وقف الاعتداء الإسرائيلي وفك الحصار المفروض على المسجد الأقصى فورا وإطلاق سراح حراس المسجد والمصلين الذين تم اعتقاله، منددا بالعملية الإسرائيلية، ووصفها بأنها انتهاك خطير أخر لحرمة المسجد الأقصى، وقال :إن الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمستمرة لحرمة المسجد الأقصى والمترافقة مع تصاعد عمليات الاستيطان وهدم منازل المقدسيين والاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية في القدس الشرقية إنما تؤشر إلى منحنى خطير تسلكه الحكومة الإسرائيلية الحالية، وما توفره من حماية للمستوطنين، والجماعات اليهودية المتطرفة والتي لا تخفى نيتها اقتحام الحرم القدسي الشريف.
ومحليا، أكدت القوى الوطنية والإسلامية لمحافظة رام الله والبيرة على أن قضية القدس هي قضية الشعب الفلسطيني، رافضة كل الإجراءات الإسرائيلية التي تحاول إنهاء قضية القدس وإخراجها خارج الصراع من خلال حملات التهويد والاستيطان والجدار العنصري وسياسة هدم البيوت وعملية التطهير العرقي المتواصلة.
واستنكرت الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال صباح اليوم من اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك والاعتداء السافر الذي خلف عشرات الإصابات واعتقال المواطنين من باحاته، ودعت إلى هبة شعبية عارمة في وجه هذه الممارسات العدوانية والإجرامية التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة التي تتعرض لخطر حقيقي وجدي يستهدف وجودها، والى تحرك فوري على كافة المستويات العربية والدولية وتحميل حكومة الإرهاب في إسرائيل المسؤولية الكاملة عما يترتب جراء هذه الهجمة البربرية .
وشددت القوى في ختام اجتماعها الأسبوعي على أن طريق المصالحة والحوار الوطني الشامل هو الطريق الوحيد المتبقي لمواجهة التحديات الراهنة ومخططات الاحتلال الرامية لتصفية قضيتنا الوطنية وحقوقه العادلة غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة كاملة السيادة على جميع الأراضي التي احتلت في العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
كما دعت القوى جماهير شعبنا إلى المشاركة في الفعالية الجماهيرية الحاشدة التي تنظمها القوى والحملة الشعبية واللجنة الوطنية لمقاومة جدار الفصل العنصري تأكيدا على أهمية متابعة توصيات لجنة غولدستون لدى كافة المحافل الدولية والتمسك بمحاكمة مجرمي الحرب في إسرائيل على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني حيث تنطلق المسيرة من أمام النادي الأرثوذكسي عند الساعة الواحدة من ظهر الخميس المقبل حاملة أعلام الدول التي ساندت التصويت في مجلس حقوق الإنسان في جنيف لتجوب شوارع رام الله وصولا لدوار المنارة وسط المدينة حيث يقام المهرجان.
إلى ذلك نددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، واعتبرت ذلك انتهاكاً صارخاً وخطيراً يستهدف واحداً من أهم المقدسات الإسلامية.
وشددت على أن وقف الاعتداءات الإسرائيلية وحماية قدسية المسجد الأقصى، يتطلب وقفة فلسطينية وعربية وإسلامية جادة، داعيةً الملك المغربي محمد السادس، لدعوة لجنة القدس لاجتماع عاجل، من اجل التصدي للاعتداءات الإسرائيلية بمدينة القدس والمسجد الأقصى.
وأكدت الجبهة أن الرد فلسطينياً على تلك الاعتداءات، بنصرة المسجد الأقصى المبارك وعروبة القدس، وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية من خلال الاستئناف الفوري للحوار الوطني الشامل. وحول الاعتداء على الصحفيين، أدانت لجنة المصور الصحافي الفلسطيني مسلسل الاعتداءات المستمر على المصورين الصحفيين الذي تنفذه الآلة العسكرية الإسرائيلية.
واعتبر الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن ما يجري في المسجد الأقصى من محاولات اقتحام من قبل المتطرفين اليهود، أمر مشين وفي غاية الخطورة، وأن اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى بشكل متكرر سيؤدي الى إشعال المنطقة برمتها.
واضاف أن ما يحدث في القدس أكبر دليل على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست سوى حكومة حرب وعدوان. ووجة البرغوثي نداءه لكافة الأطراف الفلسطينية, معتبراً أن التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى وتتعرض لها مدينة القدس، تؤكد أنه لا بد من وقفة وحدة في مواجهة تلك الاستفزازات والتعديات. وطالب البرغوثي بالإسراع في رأب الصدع الفلسطيني الذي من شأنه توحيد الجهود في مواجهة الهجمة الإسرائيلية الشرسة على القدس والمقدسات.