اشترط مأذون شرعي في غزة، للموافقة على عقد قران فلسطينية في منتصف الخمسينيات من عمرها، أن يكون ذلك العقد بمنزلة الأخير في حياتها، بسبب كثرة زواجها. وأصيبت المواطنة الغزية التي اكتفت بنشر اسمها الأول (منى) وتبلغ من العمر 55 عاما، بحالة من الغضب والاستياء جراء اشتراط المأذون عليها بأن يكون زواجها الأخير مقابل الموافقة على عقد قرانها، مبررة تعدد زيجاتها السابقة لأسباب تتعلق بالوفاة والطلاق.

لم تحظ بـ"الحب الحقيقي" مع أحد
من أزواجها

وقالت العروس الخمسينية، التي تجهز لحفل زفافها على مواطن فلسطيني يبلغ من العمر سبعين عاماً، "تزوجت سابقا 4 أشخاص. اثنان منهم ماتا، واثنان لم يحصل بيني وبين كل منهما حب وتفاهم"، وأضافت: "أنا لا أرغب في الزواج كل يوم من رجل جديد، لكن هذا ما حدث معي".

ويتميز المجتمع الغزي بعادات وتقاليد اجتماعية موروثة تتنافى مع تعدد زواج المرأة، إذ يفضل الكثير من الأهالي بقاء بناتهم دون زواج على تعدد الزيجات، خاصة في حالات الطلاق.

وقال مأذون شرعي: "ليس هناك حكم شرعي يمنع المرأة من الزواج في حال وفاة زوجها أو طلاقها بعد قضاء عدتها"، وأضاف: "لا يحق للمأذون أن يمنع زواج امرأة أو الاشتراط عليها في حال استيفاء كل الشروط".

واختارت العروس التي لها ستة أحفاد، من أحد المحال الراقية في مدينة غزة، ثوبها الأبيض الذي سترتديه في حفل زفافها الخامس، بينما جهزت باقي لوازمها من مهرها الذي بلغ قدره 1500 دينار أردني. وتساءلت الجدة التي صبغت شعرها بلون "جزري" لتخفي خصلات شعرها الأبيض، وتبدو في سن أصغر في حفل زفافها الذي تعد له في إحدى صالات الأفراح في مدينة غزة: "إذا توفي زوجي الأخير، أو اختلفنا ووقع الطلاق، هل يحرم الإسلام زواجي من جديد ؟". وأشارت منى إلى أنها لم تحظ بـ"الحب الحقيقي" مع أحد من أزواجها خلال سنوات زواجها السابقة، معربة عن أملها بأن تقضي أيامها مع زوجها السبعيني الجديد بكل حب.

وقالت العروس الخمسينية: "استأجرت لحفيداتي وأحفادي أثوابا بيضاء ليرتدوها في حفل زفافي"، وأضافت: "هم من سيمسكون الشموع خلال رقصتنا الأولى".