قال الخبير الاستراتيجي الأردني الدكتور غازي الربابعة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية: "إن حروب الكيان الصهيوني المستقبلية مع الدول العربية ستكون بسبب المياه". وأضاف أن "الحرب الأولى ستكون في حوض الأردن بمنطقة مزارع شبعا اللبنانية، كما أن المحللين يتوقعون حربًا حول المياه في الساحة الأفريقية في غضون سبع سنوات".

وقال إن الكيان الصهيوني يقوم "باستغلال مياه غزة وإيصال مياه طبريا المالحة والملوثة إلى غزة، وكما هو مثبت فإن متوسط استهلاك الفرد الفلسطيني من المياه يبلغ 150 مترًا مكعبًا، بينما يبلغ متوسط الاستهلاك للمستعمر الصهيوني 350 مترًا مكعبًا".

وحول حجم التعدي الصهيوني على مياه الليطاني، قال الربابعة إن الكيان الصهيوني يسرق حاليًّا من مياه الليطاني 350 مليون متر مكعب، وليس سرًّا أن الكيان الصهيوني يرفض أية تسوية مع العرب لا تأخذ بعين الاعتبار موضوع التشارك بالمياه؛ حيث يُعَد من أفقر دول العالم بالمياه؛ إذ إن كميات المياه ستنفد في السنوات المقبلة، ومصادر المياه فيها لا تكفيها حتى العام 2015 سوى بنسبة 10%؛ ما ينذر أن الكيان الصهيوني سيحدد استراتيجية شن حروب المياه".

ولفت الربابعة إلى أن "الاحتلال أدخل عام 1982 أنابيب مياه عبر الجبال إلى لبنان، وبدأ بتحويل مياه الليطاني، كما استولى على أحد روافد نهر الأردن الذي ينبع من مزارع شبعا، إضافة إلى سيطرته على روافد الأردن الأخرى والحمة السورية، كما أن الاحتلال تمسك بحقه في استئجار آبار المياه العذبة في منطقة وادي عربة لمدة 25 عامًا تجدَّد تلقائيًّا، وعددها 14 بئرًا، وسعتها عشرة ملايين متر مكعب".