يتفق قادة العمل السياسي العربي المحلي على أن إعلان الرئيس محمود عباس بعدم ترشيح نفسه لرئاسة السلطة الوطنية صرخة مدوية بفشل مسيرة المفاوضات رغم مرور 18 عاما على بدئها ويؤكدون على حيوية بناء استراتيجية جديدة تقوم على المصالحة وتبني برنامج يجمع بين المقاومة المشروعة وبين التحرك السياسي. النواب العرب في استطلاع لمسلسلات اون لاين ليسوا حائرين في فهم خطوة عباس لكنهم يختلفون في تفسير حقيقة دوافعها بين من يدعوه للبقاء والإصلاح وبين التشكيك والدعوة الصريحة للرحيل، فيما اختار رئيس المتابعة محمد زيدان الاحتفاظ برأيه.
عضو الكنيست جمال زحالقة: تغيير السياسة أهم من الاستقالة

" انا لا اقرأ ما في نفسية ابو مازن ولكن المهم هو الجانب السياسي لهذا القرار وليس الشخصي، والجانب السياسي يؤكد وجود حالة انسداد كامل في العملية التفاوضية رغم ان ابومازن قدم كل التنازلات الممكنة، وكان اكثر الاطراف ليونة فالمطلوب هو استخلاص العبر وعدم المراهنة على المفاوضات العبثية، وفتح الافاق امام خيارات اخرى، والقضية هي ليست في الاستقالة وانما في ضرورة تغيير السياسة.
اما عن الخيارات والبدائل واحتمال سيطرة حماس على المجلس التشريعي، قال زحالقة" يتطلب الكف عن المفاوضات العبثية والعمل الجدي من اجل المصالحة الوطنية والعمل على محاصرة وعزل حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل، وليس البحث عن طرق لتحسين العلاقات معها، وحشد الدعم لمقاطعة ومعاقبة اسرائيل وتجنيد العالم العربي والقوى الصديقة وانشاء جبهة عالمية ضد حكومة اسرائيل".
وبالنسبة للانتخابات قال زحالقة لا يمكن لها ان تعقد في ظل الانقسام القائم، اذا كانت هنالك انتخابات في ظل الانقسام، فانها ستكرس حالة الانقسام والكارثة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء هذا الانقسام.. فالمطلوب مصالحة قبل الحديث عن الانتخابات".
عضو الكنيست ابراهيم صرصور : توجيه انذار اخير قبل حل السلطة
|
|
اميل الى ان الرئيس عباس جاد الى ابعد الحدود، لكن السؤال يجب ان يكون ما الذي دفع الرئيس ابو مازن وهو مهندس اتفاق اوسلو لاتخاذ هذا القرار الذي يتضمن اعلانا واضحا بفشل المفاوضات منذ عام 1993 ولغاية اليوم. اعتقد ان الامة العربية والاسلامية والمجتمع الدولي يجب ان يستفيدوا من هذا الموقف الشجاع ويبدأوا بممارسة الضغط المطلوب من اجل حمل اسرائيل على الانصياع للشرعية الدولية في كل ما له علاقة بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني. لذلك الكرة يجب ان تلقى في الملعب الاسرائيلي والامريكي.. فهم الذين يتحملون المسؤولية الكاملة عن فشل المفاوضات، كما ان المجتمع الدولي ومؤسساته تتحمل هي ايضا المسؤولية عما يمكن ان يترتب عليه من نتائج كارثية على استمرار هذا الوضع المتأزم المتزامن مع سياسة التغول والتوغل التوسعية والاستيطانية الاسرائيلية.
عن بدائل السلطة الفلسطينية بعد خطاب عباس قال: ليس للشعب الفلسطيني من بديل سوى الوحدة الوطنية بالدرجة الاولى ثم توجيه انذار اخير للمجتمع الدولي تحدد فيه مطالب الشعب الفلسطيني ويطالب بتحقيقها في مدة زمنية محددة، والا فليس امام هذا الشعب الا ان يعلن عن حل هذه السلطة وتحميل اسرائيل المسؤولية عن الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده وترك القضية للشعب ليحدد شكل الدفاع عن نفسه كما يراه مناسبا.

بالتأكيد هو قرار بمنتهى الجدية ، لكنه يحمل اكثر من رسالة، الاولى موجهة الى الجانب العربي والثانية لامريكا والثالثة للجانب الاسرائيلي. الجانب العربي لم يعط ابو مازن الدعم السياسي والاقتصادي لتجاوز العقبات التي يواجهها الواقع الفلسطيني وايضا الجانب الامريكي وتخليه عن ابو مازن ، على الرغم من انه يحمل رسالة سلام تلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وبالنسبة لقضية الواقع العربي فان الدول العربية تخلت حتى عن المبادرة العربية التي طرحتها هي.. رغم ان المبادرة ينبغي ان تشكل نوعا من الواجب القومي العربي تجاه الفلسطينيين. وبالنسبة للاسرائيليين واضح ان ابو مازن يقول للعالم انه لا يوجد شريك لعملية السلام في اسرائيل، وقرار ابو مازن هذا غير نابع من دوافع شخصية وانما سياسية معتبرا ان المنطقة وصلت الى مرحلة مصيرية لم يتبق ازاءها سوى خيارين اما المفاوضات والسلام او المواجهة وهو يرى ان المنطقة تسير بشكل متسارع نحو التصعيد والمواجهة، وقد تكون هذه صرخة اخيرة يطلقها ابو مازن للعالم على ان يتحمل العالم مسؤولياته.
اما عن الواقع المستقبلي فيقول طلب الصانع انه يرى ان المنطقة تتجه لمواجهة وان الهدوء الحالي هو هدوء وهمي مضلل والتيارات القوية الحامية التي تجري تحت الارض تنذر بانفجار قد يأتي في اية لحظة.
السكرتير العام لحركة ابناء البلد رجا اغبارية: 18 سنة مليئة بالفشل

" كان على ابو مازن ان يذهب منذ زمن وليس من اليوم، ولو كنت انا في الضفة الغربية لما كنت من المصوتين له في السابق ايضا. فأنا لا اؤمن بنهجه ولم يمثلني في خطة السياسي، واعلانه عن عدم ترشيح نفسه يبدو انه " بالون اختبار" وفي الايام القليلة القادمة سيتضح انه يستدعي ضغوطا عليه كي يعود وبعض المتظاهرين من جماعة "فتح" وشمعون بيرس وبعض الجهات العربية الذين طلبوا منه التراجع والعدول عن قراره هو دليل على انه استدعى هذا الضغط من اجل ان يبقى دليلا على انه استدعى هذا الضغط من اجل ان يبقى في منصبه ظنا منه ان هذا سيمسح عنه عار غولدستون، وما هو اخطر من غولدستون قيام ابو مازن بتصفية البندقية الفلسطينية والمقاومة في الضفة الغربية تطبيقا لخارطة الطريق ولم تقابله اسرائيل بأية اجراءات جدية. ابو مازن فشل سياسيا وعليه ان يذهب الى بيته افضل من ان يذهب به بطريقة اخرى حسب رأيي!!
وعن بدائل ابو مازن قال رجا اغبارية في الشعب الفلسطيني من هم افضل بكثير من ابو مازن، وفيه شخصيات وطنية محترمة ستتعلم من ابو مازن في رهانه على اسرائيل بأن تقيم له الدولة او شبه الدولة او شكل الدولة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والشعب الفلسطيني بحاجة الى قائد جديد يتخلص من تبعات ابو مازن منذ اوسلو وحتى الان، ولم يحقق فيها الشعب الفلسطيني اي شيء.
عضو الكنيست محمد بركة: مرونة بالأداء دون تفريط

" اجندة قرار ابو مازن بعدم الترشح هي اجندة وطنية من الدرجة الاولى ويجب التوقف عندها بجدية، فالمسألة ليست مسألة تنحي رئيس او عزمه عن عدم الترشح، انما المسألة هي انه يحمل مرونة كبيرة في الاسلوب وفي الاداء التفاوضي ولكن لا يمكن ان يفرط في الثوابت الفلسطينية ويجب النظر الى القضية عبر منظار وطني وليس شخصي بمفهوم ان هذا وقت وحدة الشعب الفلسطيني حول الثوابت الفلسطينية وقيادته منظمة التحرير، من ناحية اخرى فان خطابه الذي رافق القرار هو بمثابة اعلان مدو عن وقف المفاوضات الثنائية العبثية برعاية امريكية وهذا يحتم على القيادة الفلسطينية ان تضع استراتيجية جديدة في موضوع التفاوض والتصدي للاحتلال.
واضاف بركة واضح ان السبب الذي يمكن تكهنه وراء قراره سببه تراجع الولايات المتحدة الامريكية عن تعهداتها الواضحة، ولكن بين السطور يمكن القول، ان لديه خيبة امل من الموقف العربي عموما خاصة ان العرب اعطوا تخويلا لمصر بأن تتولى مهمة المصالحة ،لكن هنالك دولا عربية تفشل هذه المصالحة من خلال تبني او دعم موقف حماس الرافض للتوقيع على اتفاقية المصالحة.
ويعتقد محمد بركة ان هذا القرار قد يكون له ما بعده من مواقف، حسب تطورات الامور وقد يصل الى نتائج اقسى من تلك التي وصل اليها، على اية حال القضية الشخصية ليست هي القضية الاساسية، ويسجل لصالح ابو مازن انه لم يوقع على اتفاق مع اسرائيل فيه تفريط بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة رغم كل التطاولات والافتراءات.
نائب رئيس الحركة الاسلامية الشيخ كمال خطيب: عباس رهين المحبسين والضغطين

" لم تعد في يد ابو مازن اية خيوط يمسك بها فالخيوط كلها بيد اسرائيل وامريكا، وبالتالي فهو رهين "المحبسين" رهين الضغطين الامريكي والاسرائيلي خاصة بعد ان فشل في رأب صدع التشقق الفلسطيني، وخاصة بعد فشل مفاوضات استمرت 16 عاما كان هو مهندسها، وكان هو يردد باعتزاز انه واضع لبنتها الاولى، فابو مازن لن يجد في الشعب الفلسطيني الكثير ممن يأسف على عدم ترشحه اللهم سوى بعض المقربين والمنتفعين من دائرة التأثير التي يملكها ابو مازن. لذلك انا اعتبر ان ابو مازن لن يستمر في قراره هذا، مثل هذا القرارات اشتهر بها بعض القيادات والزعامات العربية، خاصة ونحن رأينا ان المظاهرات لم تخرج في الضفة الغربية حين احترقت غزة قبل نحو 10 اشهر، والمظاهرات لم تخرج في الضفة الغربية حين اعتدي على الاقصى سبع مرات خلال الشهر الماضي لانها منعت من شرطة ابو مازن، بينما المظاهرات تخرج من كل مدن الضفة، وطبعا هي مظاهرات منظمة وموجهة لاظهار وكأن في غياب ابو مازن ستكون حالة ضياع للشعب الفلسطيني!!
وعن البدائل والخيارات اكتفى الشيخ كمال بالقول ان ما سيحصل هو كالتالي: أبو مازن يعرف تماما ان الانتخابات لن تجري بسبب عدم مشاركة كل قطاع غزة، وليس هذا فحسب بل وعدم مشاركة نسبة كبيرة من اهالي الضفة الغربية ممن هم صوتوا لحركة حماس في الانتخابات الماضية ووصلت نسبتهم الى 63٪ من سكان الضفة الغربية وبالتالي هؤلاء لن يشاركوا في الانتخابات وبالتالي هو سلفا يرد السبب في تأجيل الانتخابات الى عدم وجود مصالحة وعدم مشاركة الشق الفلسطيني الثاني وهذا سيعطي مبررا لبقائه في الرئاسة الى حين اجراء الانتخابات.