"لقد تعرضت شخصيا لحملة ظالمة، وأن الحد وصل لحد المطالبة بإعدامي، وتعرضت لإهانات وعائلتي كذلك بقضية الشركة الوطنية للاتصالات التي هي قطرية ولا علاقة لنا بها، وأنا بشر فهذا الموضوع أثر علي، وكان من أسباب عدم رغبتي بالترشح للانتخابات المقبلة، بالإضافة للعوامل والظروف السياسية وعدم وجود تقدم في السلام"." هذا ما قاله الرئيس محمود عباس..

"أي حل سياسي لن يكون ناجزا
إلا باستفتاء شعبي"
وكشف الرئيس محمود عباس، عن أهم العوامل التي دفعته لاتخاذ قرار عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، متحدثا بصراحة، وألم شديد عما دخلت به عملية السلام من نفق مظلم، وعن الحملة الظالمة التي تعرض لها شخصيا وعائلته، والسلطة الوطنية بعد تأجيل مناقشة تقرير جولدستون.
وأشار الرئيس، إلى أنه في حالة تركه منصبة فهو مطمئن كثيرا على وضع الشعب الفلسطيني، ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، مدللا على كلامه بوقائع حدثت على الأرض. وضع أبناء الوطن وبخاصة في مناطق حكم السلطة الوطنية، أوضح السيد الرئيس أن الوضع الأمني في الضفة الغربية مستقر بفضل الحملة الأمنية للحكومة، وأن الاقتصاد يتطور ويزدهر، وأحسن حالا من الفترة الماضية، مضيفا: "أنا إن تركت الحكم، فلا أترك البلد "خربانة"، بل بحال أفضل، وهذا دلالة على أنني قمت بما استطعت به لخدمة شعبي".
وبشأن المصالحة الوطنية، أشار سيادته إلى أنه بذل جهدا كبيرا لإنهاء هذه الأزمة، وأنه أرسل موفدا باسم حركة فتح ووقع على الورقة المصرية، وأن من أعاق الاتفاق هي حركة حماس.
وبما يخص عملية التسوية في المنطقة، أكد السيد الرئيس أنه قدم من أجل التوصل لسلام حقيقي وعادل في المنطقة الكثير، ولكن كل المساعي الجادة اصطدمت بتعنت وتهرب إسرائيلي. وقال سيادته: "في القضايا المرحلية كان ممكنا التنازل في بعض المسائل، أما في قضايا الحل دائم التي هي جوهر القضية، فلا مجال لذلك".
وأعاد التأكيد على أنه ينطلق من أساس أن أي حل سياسي لن يكون ناجزا إلا باستفتاء شعبي، وقال: "أنا واضح بسياستي وعملي، وليس بإمكان لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا أي طرف أن يقول عني أنني أخطأت، فأنا قمت بعملي بإخلاص لخدمة شعبي، وللتوصل إلى السلام الذي ينهي الصراع".

تهرب إسرائيل من استحقاقات خطة خارطة
الطريق دفعته لعدم ترشيح نفسه للانتخابات
وردا على سؤال عن إمكانية العودة عن قراره بعدم الترشح للانتخابات بضغط من الجماهير وحركة فتح، أجاب السيد الرئيس، "أنا شخص عنيد، وليس المهم ما يطلب مني، والأهم ماذا أريد أنا، ولن يتغير قراري تحت أي ضغط إلا إذا انتهت الدوافع التي جعلتني أقدم على اتخاذ هذا القرار، وفي مقدمة ذلك أن يقدم الجانبان الإسرائيلي، والأميركي، شيئا ملموسا للشعب الفلسطيني، وأن لا يستمر الوضع على حاله.
وأضاف سيادته: "استقبلت خلال خطابي الأخير في مقر الرئاسة برام الله أكثر من 100ألف مواطن، وقلت لهم موقفي بوضوح، والسلطة ليس هدفا، وإذا لم يوجد إنجاز فلا شيء يربطني بها".
وكشف السيد الرئيس عن عدة ظروف دفعته لاتخاذ قرار عدم ترشيح نفسه للانتخابات، موضحا أنه من ضمنها: الحملة الاستيطانية الشرسة في الأراضي الفلسطينية، وتهرب إسرائيل من استحقاقات خطة خارطة الطريق، والافتراءات التي تخللت وتبعت تأجيل مناقشة تقرير جولدستون. وقال: "للأسف الأمور مش ماشية" على صعيد عملية السلام، كما أن هنالك قضايا موضوعية دفعتني لاتخاذ هذا القرار، بالإضافة لقضايا محلية".