مسلسلات رمضان
مرشد خلايلة: رحيل رفيق كلمة
20/11/2009

كان الكاتب الصديق المرحوم مرشد خلايلة، ابن مدينة سخنين، واحدا من الاصدقاء المقربين مني رغم قلة اللقاءات بيننا في السنوات الاخيرة خاصة، بسبب انشغالات الحياة اليومية، وتباعد الامكنة، لهذا اعتبر رحيله يوم الاثنين الماضي16-11-2009، خسارة محزنة، بالضبط كما هي لاحبائه من اهل واقارب. بلغني نبا رحيل الصديق مرشد، من زميل صحفي لي، بعد يومين من وفاته، جراء تلوث افضى الى سكتة قلبية، لم تمهله طويلا.

وكان ذلك حينما سالني عما اذا كنت اعرفه، فاخبرته انه واحد من الاصدقاء القريبين، واننا كثيرا ما التقينا في الناصرة وعكا وغيرها من بلداتنا، كما التقينا في تل ابيب قبل سنوات حينما وفد للمشاركة في لقاء تنسيقي لكتاب سيقومون بالارشاد ضمن مشروع اعدته وزارة المعارف تحت عنوان" ميلاد قصة"، ستشارك فيه مدارس عربية عديدة في العديد من بلداتنا ومدننا العربية في البلاد.

ما ان بلغني نباء رحيل الصديق مرشد المفاجئ، حتى هرعت الى شبكة البحث الالكترونية العالمية "جوجل"، اريد ان اقرا اية كلمة او خبر عنه، وكان كل ما وجدته هو انه من مواليد مدينة سخنين بتاريخ 16/2/1946، اي انه كان في الثالثة والستين يوم رحيله. درس الابتدائية في سخنين، والثانوية في عكا في مدرسة تراسنطة، ثم التحق ?جامعة حيفا ليدرس فيها اللغة العربية وتاريخ الشرق الأوسط.. من أعماله: "حبيبتي جميلة كالخبر" قصص عكا 1974 "الأرض حبيبتي" قصص "سفينة الجراح" في نقد القصة القصيرة في فلسطين "عكا عاصمة خمير متوجة" دراسة.

مرشد خلايلة: رحيل رفيق كلمة صورة رقم 1

رحمك الله..

ما قراته في جوجل لم يضف الي جديدا فانا اعرف هذه المعلومات واكثر، كما قد يلاحظ الاخوة القراء فيما يلي، اما صورته فلم اجدها على محرك البحث، عندها اتصلت بصديق اعرف انه يعرف عن وفاته المفاجئة، فلم يضف الى ما سبق وعرفته جديدا سو انه اخبرني بان صورة مرشد موجودة لديه، وسوى تاكيده لمعلومة كنت اعرفها ايضا هي انه عمل ردحا ن عمره في مجال التدريس وشغل منصب سكرتير الحزب الديمقراطي العربي سابقا وكان عضوا في اللجنة المركزية لهذا الحزب حتى يومه الاخير.

تعرفت الى مرشد في السبعينيات الاولى، يومها كنا شبان في مطلع العمر لا حدود لاحلامنا وتطلعاتنا، يومها كان مرشد مقربا من الصديق الدكتور محمود عباسي، اطال الله في عمره، وكان الاخير يعمل محررا ادبيا لصحيفة" الانباء"، في تلك الفترة نشر مرشد العديد من القصص التي كتبها في حينها في هذه الصحيفة وفي مجلة" الشرق" التي صدرت عنها ابان تلك الفترة، وتعاقب على رئاسة تحريرها عدد من الكتاب في طليعتهم على ما اتذكر الصديق زكي درويش، محمد علي طه وانطون شماس، وكان ان توليت بعد سنوات رئاسة تحريرها. على كل حال هذا موضوع اخر.

اما بالنسبة لمرشد، فقد كان في حينها شعلة متوقدة من النشاط، فهو يظهر في كل مجلس وندوة تقريبا، ويكتب مقالة ينشرها في صحيفة الانباء، كادت ان تكون يومية" تحت عنوان" تحياتي من عكا"، في هذه المقالة اثار مرشد العديد من القضايا الادبية والابداعية التي تتعلق بنا نحن الكتاب العرب في هذه البلاد، وبما ننتجه من كتابات في مجالات الادب المختلفة سواء كانت قصة او شعرا.هذه الكتابات وضعت صاحبها في موضع الاهتمام بين الاصدقاء والكتاب، ومع ان البعض من هؤلاء، وكاتب هذه السطور واحد منهم، لم يكونوا يتوافقون مع مرشد في طروحاته الادبية وحتى في ممارساته السياسية اليومية، تمام التوافق، بل كانوا يختلفون معه في العديد من الاحيان، فقد كانوا يسرون به وبما تمتع به من طلاوة في الحديث وسعة في الاطلاع. في اللقاءات الاخيرة مع مرشد، في الناصرة وسخنين وتل ابيب ايضا، همس اكثر من مرة في اذني قائلا انه ما كان عليه ان يترك الادب لمصلحة السياسة، وانه يشعر بالخسارة لانه ترك ذاك لمصلحة هذه، فترة مديدة من الزمن، وكان يتحدث عن مشاريعه القريبة، بحماس منقطع النظير، وكانما هو ما زال في بداياته الاولى، ويريد ان يسجل انجاز عمره.

ما اكثر ما حدثني عن كتاب اتفق على تاليفه مع ادارة هذه السلطة المحلية او تلك، وكان يقول لي اننا يجب ان نكتب عن قرانا بلدتنا ومدننا العربية في البلاد، نحن يجب ان نعرف ونـُعرّف الابناء على ما يسترخي في بلادنا الجميلة من مواقع سكنية، عاش فيها الاجداد واجداد الاجداد. واذكر بكثير من المحبة، انه تحدث الي اكثر من مرة عن مختارات من القصة القصيرة المحلية في بلادنا، ينوي تقديمها للقراء ضمن كتاب يقوم باعداده، وكيف انه الح علي في ان اختار له واحدة من كتاباتي الغزيرة فيها، لينشرها الى جانب اخوات لها في كتاب يريد له لن يكون مرجعا، وقد يقترحه على وزارة المعارف لادارجه ضمن الكتب التي يتعلم فيها الابناء، او يقراونها على الاقل.رحم الله مرشد خلايلة، فقد عاش رفيقا للكلمة ورحل عن عالمنا وهو يعتز برفقته هذه لها، رغم هجره الادب لمصلحة السياسة، وقد خسرت شخصيا برحيله رفيق وصديقا ساتذكره دائما