البعوض والحشرات القارصة سلبت، العشرات بل المئات من الأطفال طفولتهم البريئة والامتناع عن اللعب خارج البوت خوفا من البعوض الذي بات يشكل خطراّ على صحتهم. وفيما تتسابق الأمم والشعوب على توفير وسائل الراحة والترفيه والتعليم لأطفالها نجد ان سكان منطقة سهل كفركنا حتى سهل البطوف، يعانون من الاوبئة بسبب المياه العادمة، التي حولت السهل في كفركنا الى نهر من المجاري.

بالاضافة الى الروائح الكريهة والباعوض والحشرات الاخرى فان ارض السهل اصبحت غير صالحة للزراعة، ويضطر اصحابها الى تركها وعدم الاستفادة منها.السلطات المحلية بأجهزتها لم تستطع حتى اليوم أيجاد حل لمشكلة المياه العادمة والمنتشرة في سهل طرعان الى كفركنا والى سهل البطوف لتصل الي البيوت في بعض القرى المجاوره للسهل. سكان المنطقة، من كفركنا، رمانة وعرب الهيب وطرعان حاولوا ايجال حل لهذه المشكله ولكن دون جدوى، حيث تشكلت بعض اللجان في هذه القرى والتى كانت تهدف الى محاولة قرع أبواب السلطات من اجل حثهم على إيقاف هذا النهر المتدفق من المجاري والذي يحمل معه شتى أنواع الإمراض منها حمى النيل الغربي وغيرها من الإمراض ولا يستغرب البعض ان يصل مرض الكوليرا اليهم اذا ما استمر هذا الإهمال.

حاولنا معرفة مصدر هذا النهر الذي أصبح يسمى لدى بعض السكان بنهر المجاري فكان مصدرة تلف وعدم صيانة في برك المجاري الممدود من قرى عديدة منها سدي ايلان، طرعان، كفر كنا وغيرها من القرى المجاورة لسهل البطوف. ويمتد إلى ان يصل الى أخر نقطة في سهل البطوف حيث يتمركز هناك ليشكل بركة من المياه العادمة المليئة بالأوساخ وقاذورات لتتحول الى مرتعا للحشرات الضارة والفئران وغيرها وان اكثر هذه الحشرات أنواع مختلفة من الباعوض القارص المؤذي جدا للإنسان وخاصة الأطفال وما ان يلسع الطفل من قبل هذه الحشرة حتى يتكون في جسده بقعة من الم المجمد التى تبدو واضحة على وجوه الأطفال وفما يكون من الأهل سوى البحث على الأطباء عن علاج لمثل هذه الحالات. يقول السيد محمود عثمان والذي يجاور بيته سهل البطوف انه لا يستطيع ان يجلس في بلاكين بيته خوفا من مثل هذه الحشرات الغريبة التي لم يشاهدها سوى هذه الأيام بسبب نهر المجاري كما يسميه الموجود في سهل.

في فصل الصيف كنا ننتظر قدوم فصل الشتاء من اجل ان يخلصنا من هذه الحشرات حيث لم نكن نتوقع ان يستمر تواجد الباعوض حتى في فصل الشتاء والكن المفاجئة كانت عندما اكتشفنا ان هذه الحشرات لم تختفي في فصل الشاء بل بالعكس زادت انتشارا وضررا لا اعلم كيف يمكن لسلطات القرى المجاورة ان تقبى مكتوفة الايدي جراء ما يحصل لصحة ابنائنا انني اناشد كل من يستطيع ان يساعد على حل هذه المشكلة ان لا يتوانى في مساعدتنا للخلاص من هذا النهر القاتل. في كفر كنا وصل البعض الى حد التعايش مع هذا الوباء وكأنه جزء من المشهد العام للبلدة أذ يقول البعض انه لا يمكن ان يتصور أحد كفر كنا بلا روائح وحشرات ضارة وغيرها من هذه الظواهر المضرة بالبيئة .

يقول المواطن سامر مطر: أن هذه الحشرات تتواجد في قريتنا منذ سنوات ولم يفكر احد بالخلاص منها حيث تنتشر في جميع ارجاء البلدة ولا احد يعيرها أي اهتمام وذلك لكثرتها وحضورها منذ سنوات ولا يتقصر الموضع عند الحشرات فمن يدخل البلدة لا يخرج منها قبل ان ينعم بروائح المزلبة المجاورة للبلدة والنفايات المنتشرة في جميع ارجائها، لقد تحول سهل كفر كنا الى منطقة منكوبة بسبب نهر المجاري الممتد على مساحات واسعة. لقد كان غالبية سكان القرية يقضون اوقاتهم في السهل اما اليوم فلا تجد فيه سوى بعض الفلاحين وذلك بسبب تواجد نهر المجاري فيه.