عقد النائبان اللبنانيان وليد جنبلاط وميشال عون في القصر الجمهوري الأربعاء لقاء هو الأول منذ 2005 أدرج في إطار تعميم مناخ الوفاق على القيادات المتخاصمة بعد تشكيل حكومة وفاق وطني. وأعلن كل من جنبلاط وعون أن لقاءهما تناول خصوصا كيفية إنهاء ملف عودة المهجرين المسيحيين إلى قرى جبل الشوف الدرزي المسيحي (جنوب شرق بيروت)، الذي كان التهجير منه خلال الحرب الأهلية أحد أسباب الخلاف بينهما.
|
وليد جنبلاط وميشال عون في القصر الجمهوري |
وقال جنبلاط للصحافيين في أعقاب اللقاء الذي جرى في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بعد أن زالت غيوم الماضي الخلافية... اللقاء مع شخصية لها حيثية سياسية كبيرة في المنطقة يضيف إلى مصالحة الجبل. ونزح المسيحيون من منطقة الجبل التي تعتبر معقل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خلال عامي 1983-1984 إبان الحرب الأهلية (1975-1990) بعد معارك دامية بينهم وبين الدروز. وتمت أول مصالحة بين الدروز والمسيحيين العام 2001 عندما زار البطريرك الماروني نصر الله صفير المنطقة، لكن عودة المهجرين المسيحيين لم تكتمل لعدم انجاز التعويضات المادية ولغياب الثقة.
وأكد عون من جهته إن الاجتماع هو لإزالة نتائج الأيام السوداء في الجبل، واصفا اللقاء بأنه بداية جيدة لإغلاق هذا الملف وإعادة قواعد العيش المشترك. وأضاف: في السابق كانت الأولوية للماديات، في إشارة إلى التعويضات التي تقدم عبر صندوق رسمي خاص يحمل اسم الصندوق المركزي للمهجرين، مضيفا الآن نركز على الجوانب المعنوية.
ولفت إلى أن احترام قواعد العيش المشترك لا يعني إلغاء الخلاف السياسي. وكان سليمان رعى الأربعاء الماضي مصالحة بين جنبلاط والنائب سليمان فرنجية بهدف تعميم مناخ الوفاق على القيادات المتخاصمة بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية، بحسب ما أفاد حينها مصدر في الرئاسة. والتقى جنبلاط وعون للمرة الأخيرة العام 2005 عندما زار الزعيم الدرزي عون في باريس في اجتماع مقتضب وبارد.