مسلسلات رمضان
السامريون: الهيكل في جريزيم وليس في القدس
28/11/2009

أكد يعقوب الكاهن، رئيس جمعية الأسطورة السامرية، ومقرها نابلس، أن السامريين هم السلالة الحقيقية لشعب بني إسرائيل وليس اليهود الذي يعيشون في إسرائيل هذه الأيام، وأن الهيكل وفق الديانة اليهودية الأصيلة موجود في جبل جرزيم بنابلس، قبلة السامريين، وليس في القدس كما يدعي اليهود، مشيراً الى ان الحديث عن وجود هيكل في القدس يستخدم لخدمة اغراض سياسية ولا علاقة له بالدين.

السامريون: الهيكل في جريزيم وليس في القدس صورة رقم 1

يعقوب الكاهن، رئيس
جمعية الأسطورة السامرية

وقال الكاهن خلال ندوة حول "الطائفة السامرية" نظمتها دائرة العلاقات العامة ودائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت، امس : نحن كبقية الفلسطينيين نعيش مرارة الاحتلال وندفع ضريبة انتمائنا لفلسطين ونطمح إلى اليوم الذي نتحرر فيه من الاحتلال ونقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة، معرباً عن حزنه من إلغاء المقعد السامري في المجلس التشريعي الثاني (الحالي) بعد ان كان الرئيس الراحل ياسر عرفات قد خصص مقعداً للطائفة في المجلس التشريعي الأول، ومثل الطائفة فيه، آنذاك، الكاهن سلوم رحمه الله.وسرد الكاهن كيف آوت الطائفة السامرية الرئيس الرحل ياسر عرفات وحمته من ملاحقة الجيش الإسرائيلي خلال تواجده في الأراضي الفلسطينية بعيد الاحتلال، حيث خبأه الكاهن سلوم في بيته، وقال: الرئيس عرفات لم ينس ذلك وتعامل مع الطائفة السامرية باعتبارها جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني، ولكن للأسف نحن نشعر اليوم بأننا مهمشون إلى حد ما.

وكشف الكاهن عن سرقة كان تعرض لها كنيس السامريين في جبل جرزيم خلال فترة الأعياد في العام 1998، حيث سرق مجهولون اثنين من أهم الكتب المقدسة الأثرية أحدها يعود لخمسمائة عام، والآخر يعود إلى سبعمائة عام، مشيراً إلى أن منفذي عملية السرقة اقتادوا أحد أفراد الطائفة خارج فلسطين إلى جهة مجهولة وأطلعوه على الكتب المقدسة المسروقة بحوزتهم وطالبوا بعشرة ملايين دولار مقابل إعادتها.وفي حين أشار إلى أن أبناء الطائفة الذين يعيشون في جبل جرزيم بنابلس، وعددهم 730 شخصاً، يحملون جوازات سفر فلسطينية، وأخرى أردنية، وبطاقات هوية إسرائيلية، قال الكاهن: نحن فلسطينيون ولم ولن نتنازل عن هويتنا الفلسطينية، بل إننا رفضنا مغريات قدمتها السلطات الإسرائيلية عقب احتلال الضفة للسكن في إسرائيل والحصول على منازل وأموال ووظائف مقابل التخلي عن هويتنا الفلسطينية.

واضاف : ولكن في العام 1994 وبسبب الإجراءات الإسرائيلية المعقدة بخصوص منحنا تصاريح لزيارة عائلات من الطائفة السامرية في "حولون"، قبلنا الحصول على الهوية الإسرائيلية، وهي هوية إقامة وليس جواز سفر، وبناء على إصرارنا ورفضنا التنازل عن هويتنا الفلسطينية، اصدر الكنيست الإسرائيلي قراراً بالسماح لنا بالحفاظ على هويتنا الفلسطينية.وتابع الكاهن: كلمة سامري محرفة عن الكلمة العبرية "شامري"، وتعني محافظ، أي أن السامريين هم المحافظون على الديانة العبرية القديمة وان الذين بقوا منهم هم الأمناء عليها ، مشيراً الى ان الفرق الرئيس بين السامري واليهودي هو أن قبلة السامريين جبل جرزيم في نابلس، في حين ان قبلة اليهود هي القدس.واكد وجود سبعة آلاف اختلاف بين السامرية واليهودية منها : أن اليهود يؤمنون بالتلمود إضافة إلى التوراة، في حين أن السامريين لا يؤمنون إلا بالتوراة، مشيراً إلى أن أقدم نسخة من التوراة في العالم، وتعود إلى ما يزيد على 3600 عام موجودة في كنيس السامريين في جبل جرزيم، وكاتبها أبيشع بن فينخاس بن العازر بن هارون، شقيق موسى عليه السلام.

وأضاف الكاهن: يرجع تاريخ السامريين إلى ما قبل 36 قرناً من الزمن، حين قام يوشع بن نون، القائد الإسرائيلي الذي خلف موسى بن عمران في قيادة هذا الشعب بدخول الأراضي المقدسة عند أريحا، وما إن وصل مدينة شكيم (نابلس) حتى صعد إلى جبلها الجنوبي (جرزيم) يرافقه العازار بن هارون، الكاهن الأعظم لشعب بني إسرائيل، حيث قاما بنصب خيمة الاجتماع على قمة هذا الجبل المقدس وتكهن فيها نسل هارون.وتحدث الكاهن عن بعض التفاصيل المتعلقة بالهيكل، وقال: قام الملك سليمان، 11 قرناً قبل الميلاد (وفق التقويم السامري)، ببناء هيكله في القدس مخالفاً تعاليم التوراة، وذلك لاسباب سياسية، حيث يحرم الدين الإسرائيلي إقامة الهيكل خارج نطاق جبل جرزيم المقدس، سواء في القدس أو خارجها ، مضيفاً: ولما رفض الملك رحبعام رفع أو تخفيض الضرائب التي كان والده الملك سليمان فرضها على سكان شمال الدولة العبرية أثناء بناء هيكله في القدس، انقسمت الدولة العبرية إلى مملكتين يهودا في الجنوب، واتخذت من القدس عاصمة لها، ومملكة إسرائيل (السامرة) في الشمال وعاصمتها سبسطية، ووصل الخلاف في بعض الأحيان بين المملكتين إلى درجة العداء، وكان لكل منهما أيام ازدهار وانحطاط، وميزان قوى تارة يميل لصالح هذه، وتارة لصالح تلك.

وأشار الكاهن إلى أنه عند انقسام الدولة العبرية إلى مملكتين كان عدد سكان المملكة السامرية بالملايين، انخفض إلى مليون ومائتي ألف نسمة في القرنين الرابع والخامس للميلاد، وكانوا يعيشون في مدن وقرى كثيرة من أرض فلسطين، إلا أن الأحكام التي مورست ضدهم، وما حل بهم من مذابح وملاحقات وإكراه لدفعهم نحو التخلي عن ديانتهم، إضافة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية التي كانوا يعيشونها قلصت أعدادهم بشكل كبير للغاية حتى وصل عددهم الى نحو 150 نسمة فقط في العام 1917، أما الآن فعددهم 730 نسمة، نصفهم يسكن جبل جرزيم، والنصف الثاني يسكن في "حولون" قرب تل أبيب.وخلال الندوة التي ضمت إيهاب يوسف، عضو جمعية الأسطورة، والذي قدم خلع الملابسفاً عن الجمعية وأهدافها، ود. موسى سرور، رئيس دائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت، تحدث الكاهن عن أركان الديانة السامرية الخمسة، والوصايا العشر التي يؤمنون بها، مشدداً على أنهم يؤمنون فقط بخمسة أسفار يسمونها أسفار موسى وهي: التكوين، والخروج، واللاويين، والعدد، والتثنية.واوضح أن لغتهم هي اللغة السامرية أي العبرية القديمة، وتعتبر من أقدم لغات العالم، وتتكون من 22 حرفاً كل حرف منها يشبه عضواً في جسد الإنسان، وهي تقرأ من اليمين إلى اليسار والأقرب إلى الآرامية والعربية، وجميعها لغات سامية، في حين أن اللغة اليهودية أشورية قام بتغييرها من العبرية القديمة إلى الأشورية اليهودي عزرا هسوفير في عهد قائدهم زروبابل قبل حوالي 2300 سنة.