مسلسلات رمضان
قتله مستوطنون والبطريرك ثيوفيلوس يكرّمه بتطويبه قديساً
30/11/2009

كرّم غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس والأراضي المقدسة والأردن، شهيد نابلس فيلومينوس الذي اغتاله مستوطنون إسرائيليون في دير بئر يعقوب بالمدينة عام 1979، بتطويبه قديساً. وجاء ذلك خلال قداساً احتفالياً حاشداً بمناسبة صدور قرار بطريركي ومجمعي لإدراج اسم القديس الشهيد فيلومينوس، الرئيس السابق لدير بئر يعقوب، في قائمة قديسي الكنيسة الأرثوذكسية (السنكسار) بمشاركة عدد كبير من المطارنة و الأرشمندريتيين و الكهنة و بحضور جمع غفير من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية من مختلف مناطق الأراضي المقدسة و الأردن.

قتله مستوطنون والبطريرك ثيوفيلوس يكرّمه بتطويبه قديساً  صورة رقم 1

غبطة البطريرك ثيوفيلوس

وقد جرت الشعائر الدينية الاحتفالية في نفس الكنيسة التي استشهد القديس فيلومينوس مدافعاً عنها، حيث حرص غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث منذ اليوم الأول لانتخابه بطريركاً على استكمال بناء الكنيسة و توسيعها لتصبح أكبر كنيسة في الضفة الغربية كرد على الجريمة التي نالت من حياة الشهيد القديس فيلومينوس. والقى غبطة البطريرك ثيوفيلوس موعظة بهذه المناسبة قال فيها أن الكنيسة الأرثوذكسية في القدس مؤسسة على دم السيد المسيح الذي سال على الجلجلة من أجل مغفرة النوع البشري و خلاصه، و أن هذه الكنيسة المقدسية قد أثمرت في أحضانها شهداء سكبوا دمائهم كتقدمة و محبة للمصلوب من أجلهم و القائم من بين الأموات إراديا.

كما تحدث غبطته عن شهداء البطريركية المقدسية منذ إنشائها قبل حوالي ألفي عام، فذكر أولهم و هو رئيس الشمامسة استفانوس، الذي استشهد و هو يصلي من أجل راجميه بالحجارة و تبعه القديس يعقوب بن زبدي الذي قتلة الملك هيرودس بالسيف و بعده القديس يعقوب أول رؤساء كنيسة القدس الذي سار على دربه قريبه و خليفته القديس سيمون أسقف القدس الذي عذب في شرقي الأردن و صلب وهو في المائة و العشرون من عمره. وشدد غبطته على أن البطريركية الأرثوذكسية المقدسية تتباهى بهؤلاء الشهداء و من تبعهم من رسل شهداء مثل الشهيد بروكوبيرس المقدسي الذي استشهد في عهد اضطهاد ذيوكلتيانوس.

وأيضاً الكهنة الذين استشهدوا آنذاك في غزة، والشهداء تيموثاوس وأغابيوس وتقلا، و الشهيد بامفيلوس مؤسس المكتبة في مدينة قيصرية الذي قطع رأسه، ومقطوعي الرؤوس برومن ايليا في عسقلان، و آخرين كثر، قال البطريرك، يضيق بنا الوقت لذكرهم والذين استشهدوا مدافعين عن إيمانهم و كنيستهم.

ولفت غبطة البطريرك ثيوفيلوس الى حياة الشهيدين بطريرك القدس زخريا الذي سيق إلى بلاد الفرس مع الصليب المكرم و الآباء الذين ذبحوا على أيدي الفرس في دير القديس سابا، كما تحدث عن حياة الشهيد بطريرك القدس ليونديوس الذي أعطى مثالاً رائعاً عن التضحية في النضال من أجل الدفاع عن المقدسات.

قتله مستوطنون والبطريرك ثيوفيلوس يكرّمه بتطويبه قديساً  صورة رقم 2

خلال الشعائر الدينية

وقال الأب عيسى مصلح، الناطق باسم البطريركية الأرثوذكسية، أن المجمع المقدّس اتخذ في 11-9-2009 قراراً بأدراج اسم القديس الشهيد فيلومينوس على قائمة القديسين بعد إتمام مدة ثلاثين عاماً على استشهاده، على أن يحتفل به كقديس و شهيد سنوياً في السادس عشر من شهر تشرين ثاني المرافق 29 تشرين ثاني بحسب التقويم الغربي. و أضاف الأب مصلح بأن غبطة البطريرك ثيوفيلوس قد أعلن احتفال "أم الكنائس" بهذه المناسبة سنوياً.

وأضاف الأب مصلح أن استشهاد القديس فيلومينوس في عام 1979 في مدينة نابلس حدث حين كانت مجموعة استيطانية إسرائيلية تعتبر بئر يعقوب بنابلس حكراً لها قد وجهت العديد من التهديدات للشهيد الأب فيلومينوس الذي ترأس دير بئر يعقوب في ذلك الحين لإجباره على إخلاء الدير، لكنه رفض الاستجابة للتهديدات و استمر في الصمود إلى أن استطاع أحد المستوطنين اغتياله في ذلك العام لإرهاب الكنيسة الأرثوذكسية و دفعها للتخلي عن بئر يعقوب، فكان رد البطريركية الأرثوذكسية واضحاً بتكليف الاب يوغستينوس بحمل رسالة الشهيد فيلومينوس.

وعند انتخاب غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريركاً للقدس والأراضي المقدسة والأردن، تقرر توسيع أعمال البناء و الإسراع فيها لتكون كنيسة دير بئر يعقوب والتي تحمل اسم القديسة فوتيني السامرية، أكبر كنيسة أرثوذكسية في الضفة الغربية وتكون رمزاً للصمود في وجه التحديات الاستيطانية المستمرة للكنيسة الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة. وقد تم افتتاح هذه الكنيسة في العام الماضي بحضور عائلة القديس الشهيد فيلومينوس