اعتبر التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، نتيجة الاستفتاء الذي جرى في سويسرا على منع بناء المآذن هو خرق لمبادئ حرية المعتقدات. وقال ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي الذي قارن هذا القرار بقرارات الاحتلال الاسرائيلي المشابهة في مضمونها مثل منع ظهور الصلبان المضيئة على أسطح الكنائس المطلة على مستوطنات يهودية في ضواحي القدس العربية المحتلة، و منع الاحتلال رفع الآذان في المناطق التي يستوطن بالقرب منها يهود متدينين.

دعا دلياني الهيئات الدينية المسيحية
والكنائس الى الوقوف الى جانب الهيئات
الاسلامية للتغلب على الفكر العنصري
وأثنى دلياني على موقف الكنائس في سويسرا حيث عبّر رجال الدين المسيحي عن استيائهم من منع بناء المآذن ليؤكدوا أن هذا الاجحاف بحقوق المسلمين في سويسرا مصدره عنصري قومي سياسي و ليس ديني، و خاصة أن حزباً يمينياً متطرفاً غير متديناً هو الذي فرض الاستفتاء و نظم الحملة الاعلانية المعادية للاسلام و المسلمين التي سبقت الاستفتاء.
وشدد دلياني على أن نتيجة الاستفتاء المؤيدة لمنع بناء المآذن تعكس عداءاً للدين الاسلامي و عنصرية ضد المسلمين و بنفس المستوى من الأهمية رفضاً للثقافة العربية الاسلامية التي نعتبر نحن، مسيحيو الشرق، جزءاً لا يتجزاء منها و من مكوناتها.
و دعا دلياني الهيئات الدينية المسيحية و الكنائس في سويسرا الى الوقوف الى جانب الهيئات الاسلامية للتغلب على الفكر العنصري الذي بدى واضحاً في نتائج الاستفتاء، معلناً استغرابه الشديد من خضوع هكذا أمر للاستفتاء و هو شأن خاص بمخططي المدن، و تسأل دلياني: اذا أصبح تخطيط المدن شأن يخضع للاستفتاء في سويسرا، فلماذا لا تخضع الكنس اليهودية و مباني الحكومة لنفس النهج في الوصول للقرار؟ مشيراً الى أن ذهنية عنصرية يسوّقها اليمين المتطرف هي التي انتصرت في سويسرا و من المنطقي أن يعلن المعتدلون هناك بأن عصراً جديداً من الكراهية قد ولد مع نتيجة هذا الاستفتاء و عليهم وأده.
و طالب دلياني أثرياء العرب بمقاطعة السياحة في سويسرا و سحب الاستثمارات منها و من شركاتها حتى تبدي الحكومة السويسرية جدية كاملة في معالجة العنصرية ضد المسلمين عبر برامج منظمة في المدارس و تجمعات الشباب تشابه تلك التي تقوم عليها الحكومات الاوروبية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لمحاربة أعداء اليهودية أو كما يطلق عليهم خطاءاً مسمى "أعداء السامية".