شرع مواطن إسرائيلي بإعادة دفاتر يوميات وبطاقات شخصية وصور وجوازات سفر وأوراق أخرى، كان والده الذي شارك في حرب الستة أيام قد جمعها، محاولاً إعادتها لعائلات أصحابها، لكنه فشل في ذلك وتوفي دون أن يتمكن من إعادتها. ولذلك يقوم المواطن بالبحث عن عائلات عدد من الجنود المصريين الذين لقوا حتفهم في حرب 1967 بهدف إعادة أوراق تذكارية تعود لذويهم القتلى.

هذه الأوراق هي بمثابة شهادات على الحرب
وكان المواطن المذكور في حينه يبلغ من العمر 8 سنوات في فترة الحرب، حينما كان والده يشارك في فرقة المظليين آنذاك. ولم يكن الفتى يدرك ماهية الأوراق التي كانت تزداد اصفرارا من عام إلى آخر إلى أن كبر وفهم محتواها، وكان من ضمنها صورا شخصية بالأبيض والأسود.
وقال الإسرائيلي إن والده "جمع هذه الأوراق من بين جثث الجنود المصريين الذين قتلوا في حرب الأيام الستة كتذكار"، وقد قرر بعد عام ونصف مرت على رحيل والده إعادتها لعائلات أصحابها لأنها "قد تعني الكثير لأشخاص يقيمون خلف معبر طابا"، في إشارة منه لأهالي الجنود المصريين.
وأضاف: "صحيح أن هذه الأوراق هي بمثابة شهادات على الحرب وما حدث فيها، ولكنها أيضا شهادات توثق حياة وموت شباب مصريين خرجوا إلى المعركة ولم يعودوا لديارهم. شهادات قد تساوي العالم وما فيه بالنسبة لأهلهم".
وقال المواطن: "والدي أراد طيلة حياته إعادة هذه الأوراق، ولكني أعلم أنه كان يخشى القيام بذلك. لا أعرف مما كان يخاف بالضبط، لكن والدتي أخبرتني بذلك. الآن وبعد أن فارق الحياة آمل أن أتمكن أنا من تحقيق إرادته".