لا يتعدى عدد المغييرين حالتهم في الكويت الثمانية، وبسمة (باسم سابقا) واحدة منهم "وللأسف أن قانون التشبه بالنوع الآخر لا ينطبق علينا، بل لا يفترض أن ينطبق علينا، لأننا متحولون ولسنا متشبهين كما في القانون" بهذه الجملة بدأت حديثها بسمة، والتي كانت حتى العام 2004 رجلا يحمل اسم باسم.

منذ ولادتي وأنا أعاني مما يعرف
باضطراب الهوية النوعية
وقامت بسمة في منتصف عام 2004 بتحول فاحش كامل في تايلند من رجل إلى امرأة، رغم أن قضيتها في المحكمة منذ ذلك التاريخ من أجل أن تتحول رسميا في الأوراق الثبوتية التي لا تزال تشير إلى أنها ذكر سواء في بطاقتها المدنية أو رخصة القيادة أو الميلادية والتي تسعى بشتى الطرق إلى تغييرها.
بسمة تحدثت لصحيفة "الأنباء" عما تعيشه من تناقض قانوني ورسمي في التعاطي مع حالتها، بعد أن فاض بها الكيل كما قالت من تصرفات رجال الشرطة معها، وخاصة عندما تتعرض لنقطة تفتيش ويجد رجال الأمن أنها انثى تسير ببطاقة تشير إلى أنها "ذكر"، وهو ما يجعلها عرضة لتطبيق قانون التشبه بالنوع الآخر الذي اقره مجلس الأمة قبل عامين ودخل حيز التنفيذ في ذات العام.
هل يمكن أن تحدثينا عن بداياتك التي خضعت لها من أجل التحول النوعي من ذكر إلى أنثى وما هي المبررات؟
منذ ولادتي وأنا أعاني مما يعرف باضطراب الهوية النوعية، فأنا أشعر وأعرف أنني فتاة بجسد ولد، وعرضت نفسي على أكثر من مكان، حتى العام 2004 عندما توجهت إلى تايلند وهناك أجريت لي عملية التحول النوعي الكاملة وتحولت من ذكر إلى أنثى، وعدت بعدها إلى الكويت، ويومها لم يكن هناك قانون التشبه بالنوع الآخر، وبعد عودتي بعامين بدأ تطبيق القانون، وهناك لاقيت من المواقف ما لم أكن أتخيل، بل وتعرضت للسجن في إحدى المرات وقضيت شهرين في السجن بتهمة التشبه بالنوع الآخر.
ولكن هذا قانون تمت الموافقة عليه وأصبح ساري المفعول وأنتِ أو أنتَ وفق القانون تقع تحت طائلته بصفتك مخالفا له؟
أعلم القانون واحترم القانون ولا أعترض عليه، ولكن القانون حدد المتشبهين بالنوع الآخر، وليس المتحولون، وأنا متحول أو بالأصح متحولة، وأجريت عملية كاملة، فالقانون لا ينطبق علي، فلست شابا ناعما يحب ارتداء أزياء الفتيات، ولكنني فتاة الآن طبيا، وأجريت عملية من أجل ذلك، وأنا الآن فتاة، وأهلي يعلمون بهذا وموافقون، ويعلمون بقصتي، وجميع أصدقائي وزملائي يعلمون بأمر تحولي، أنا لست متشبها بالنوع الآخر، أنا فتاة وأجريت عملية بعد أن ظللت لسنوات طويلة أعاني من اضطراب الهوية النوعية.
أي أنك تفصل بين المتحولين والمتشبهين؟

انني أتعرض أحيانا لمضايقات أخجل
حتى من ذكرها.. حتى على يد ضباط
نعم هناك فرق كبير، هناك متحول وهــــو من أجرى عملية جراحية كاملة وعددهم فــــي الكويت 8 أشخاص فقط أنا من بينهم، وهناك المتشبهــــون وهم النواعم الذين يحبون ارتداء ملابس الفتيات، ولكن ما ذنبي أنا الذي تحولت طبيا بالكامل إلى أنثى ولا استطيع الآن أن أعود إلى طبيعتي الأولى، أعتقد أن على المشرعين أن يراعوا هذا الأمر، وادعو نواب الأمة إلى تغيير القانون أو تفسيره، كما أطالب القياديين في "الداخلية" بمراعاة حالات المتحولين الـ 8 الذين لا ذنب لهم سوى أنهم خضعوا لعمليات جراحية للتحول بالكامل، ولو طبق علينا القانون بهذه الطريقة التي لا تفرق بين المتحول والمتشبه فسنبقى تحت طائلة القانون في كل وقـــت، رغم أنه لا يجب أن ينطبق علينا، حتى أنني مرة اتهمت بأنني مزور في أوراقي الرسمية لأن هيئتي أنثى والأوراق تشير إلى أنني ذكر.
ولكنك قبل الحديث عن هذا قلت انك تتعرض لمضايقات، هل يمكن أن تحدثنا عنها؟
كثيرا ما أتعرض للمضايقات، وخاصة من رجال الشرطة أثناء نقاط التفتيش، وأجد منهم تعسفا شديدا خاصة عندما أعطيهم رخصة القيادة، ويأتون بتصرفات من شأنها الحط من إنسانيتي، ولا أقول جميعهم بل غالبيتهم، وبعضهم يقوم بتصرفات غير لائقة ويلقي بكلمات تحمل السب والقذف بحقي.
ألا تحاول أن تخبرهم أنك متحول وأنك لست متشبها؟
منذ تطبيق القانون أصبح رجال الشرطة أكثر تشددا تجاه المتشبهين، وهم يعدونني متشبها، ويعتبرونني مخالفا للقانون، وحاولت كثيرا أن اشرح لرجال الأمن ولكنهم لا يلقون لي بالا، حتى انني أتعرض أحيانا لمضايقات أخجل حتى من ذكرها على يد أفراد وحتى على يد ضباط في بعض المخافر.
ومتى كانت آخر المضايقات التي تعرضت لها كما تقول؟

قام رجال الشرطة بإعتقالي
ولم يتعاطفون معي ابدا
الأسبوع الماضي وهو ما دفعني للتوجه إليكم، وكانت في مخفر"….". عندما تم استيقافي على يد رجلي أمن، وعندما حاولت أن اشرح لهما حالتي، أصرا على أن أركب الدورية وقام أحدهما بقيادة سيارتي والآخر قاد الدورية التي نقلتني إلى المخفر، وكان قائد الدورية يلقي علي الكلمات، أما الذي كان يقود سيارتي فلم ينتبه إلى أن مؤشر الحرارة مرتفع جدا، ولم نصل إلى المخفر إلا وقد أتلف محرك سيارتي جراء الحرارة التي لم ينتبه لها رجل الشرطة، أما الضابط في المخفر والذي حقق معي فلم يتعاطف معي أبدا، رغم أنني حاولت أن أبلغه بأن الشرطي أتلف سيارتي، ثم أحالوني إلى المباحث الجنائية وهناك سجلوا علي تعهدا بأن لا أعود إلى التشبه بالنوع الآخر.
وهل وقعت التعهد؟
نعم.
ولكنك كما تقول الآن طبيا أصبحت أنثى؟
قلت لك هم لا يفرقون بين المتحول طبيا والمتشبه وأتمنى من وزارة الداخلية أن تراعي هذه النقطة فنحن في الكويت 8 أشخاص فقط ممن قمنا بعمليات جراحية للتحول الكامل ومعنا الموافقات الطبية الكاملة التي تثبت هذا الكلام، ولكن القانون لا يفرق وأتمنى من أعضاء مجلس الأمة الذين أقروه أن يعيدوا النظر في حالاتنا.
ملاحظة: الصور للتوضيح فقط!