ماذا يمكنك أن تفعل فيما لو دخلت لحضور مسرحية ولم تعجبك سوى الانسحاب قبل نهاية العرض؟ لكن الوضع في تونس كان مختلفا، فقد أثارت المسرحية الفرنسية "الكوميدي" التي عرضت على المسرح البلدي بمدينة تونس غضبَ الجمهور التونسي الذي غلب عليه الطابع العائلي حيث تناول العرض موضوع "الميول الشاذة عند الرجال" من خلال قصة حب بين رجلين.

أثارت المسرحية غضب الجمهور التونسي
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن الجمهور الحاضر في تلك المسرحية جاء ليستمتع ويتفرج على قصة كوميدية تهز النفس وتلهب المشاعر، فإذا به أمام مسرحية جريئة ومتحدية لكل التقاليد الشرقية والتعاليم الإسلامية بأسلوب مباشر تتناول موضوع الميول الشاذة.
ويتناول العرض كيف أحب الممثل الفرنسي بيار بالماد - وهو البطل الأساسي للمسرحية - رجلا من نفس جنسه، وسرد ذلك في إطار السيرة الذاتية التي جاءت على لسان البطل الرئيسي للمسرحية.
المسرحية التي طرحت فكرة الميول الشاذة لأول مرة على خشبة المسرح في تونس، خلقت - حسب كثير من العائلات التونسية التي كانت حاضرة - استياءً واسعا في أوساط الجمهور، الأمر الذي دفع بعضهم إلى الانسحاب.
الغريب في الأمر أن الممثل الفرنسي صرح وبصفة علنية أمام الجمهور الحاضر في تلك السهرة "أنه هو نفسه وبكل بساطة شاذ، وما العيب في ذلك، فهي حالة طبيعية مثلها مثل إشكاليات أخرى يعيشها المجتمع، ولا مانع من مجاهرة الناس بها".
وعلق الإعلامي التونسي نبيل الباسطي على الأمر قائلا: "كنا ننتظر أن يقص علينا بالماد قصة حب عاشها مع إحدى الحسناوات، ولكنه انعطف عن هذا المسار، مضيفا: "لا ليست جميلة شقراء، بل إنه رجل وسيم". وتابع الإعلامي التونسي "لقد تحدث الممثل الفرنسي بيار بالماد عن هذه الحقبة من حياته دون ضوابط ولا حدود، وعرّى شخصيته أمام مئات المتابعين الذين اختار بعضهم مقاطعة العرض".
وفي المقابل كان لسامي منتصر -أحد منظمي التظاهرة- رأي آخر، فقد تساءل قائلا: "ما العيب في ذلك، نحن تعودنا على تناول كل المواضيع في تونس بهامش من الحرية واسع جدا، والميول الشاذة مظهر موجود في كل العالم، وعلى الفن أن يُميط عنه اللثام ويتحدث عن جزئياته".