بعد تراجع دورها الدعوي، لجأت مساجد السعودية إلى إبتكار ظاهرة جديدة ألا وهي "مساجد أون لاين" هدفها تفعيل دور المسجد الحقيقي في حياة المسلمين. وتباينت ردود الأفعال حول ظاهرة المساجد الإلكترونية، حيث رفض البعض تحول المسجد إلى وسيط إلكتروني باعتبار أن المردود سيكون سلبياً فيصبح المسجد الإلكتروني وكأنه بديل عن المسجد الحقيقي. في حين اعتبر آخرون أن المسجد الإلكتروني تجربة إيجابية تشير إلى مواكبة القطاع الدعوي للتقنيات الحديثة وحرصهم على الاستفادة منها.

هل سيصبح المسجد الالكتروني
بديل عن المسجد الحقيقي!
وفي هذا الصدد قام مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية الشهير بمدينة الرياض بإنشاء موقع إلكتروني خاص به ليكون مركز التقاء وتواصل بين مرتادي المسجد، حيث يتضمن الموقع خدمة بث صوتي مباشر للدروس التي تقام بشكل دوري بالمسجد، كما تم تزويد الموقع بخريطة إرشادية للمسجد وتفاصيل تتعلق بنشاطاته وهواتفه وهيكله الإداري، بالإضافة إلى برامج حلقات تحفيظ القران بالمسجد وتصورات عن كيفية إنشاء حلقات نموذجية.
وفي مدينة جدة، أطلق مسجد خديجة بغلف موقعاً إلكترونياً حشد فيه جملة من الامتيازات التفاعلية التي تتيح التواصل بالمحيطين بالمسجد ورواده. حيث يقدم الموقع بالإضافة إلي البث المباشر وأرشيف الدروس خدمات تواصلية تتمثل في "جوال الجامع" الذي يزود المشتركين بمواقيت المحاضرات، و"اتصل بنا" التي تتيح تقديم الاستفسارات والاقتراحات حول المسجد بما فيها خطب الجمعة، و"القائمة البريدية" التي تقدم رسائل دورية بكل أنشطة وفعاليات المسجد وأهم الأخبار.
أما مسجد الخلفاء الراشدين بجدة، فقد صاحب تدشين موقعه تغطية صحفية في وسائل الإعلام المحلية. ويتميز الموقع عن غيره من المواقع الخاصة بالمساجد بإعلائه للجوانب الاجتماعية لا سيما بين مرتادي المسجد من المحيطين به، حيث يتم تحديث الموقع بأخبار عن الحي وأعمال المسجد المختلفة، كما يشتمل الموقع من رسائل التهاني والعزاء التي توجه في الأفراح والأتراح، ويحفل الموقع بأرشيف متنوع يضم صوراً للأنشطة الاجتماعية والمحاضرات التي تقام بالمسجد.
وقال عادل الشهري، ناشط دعوي، أن ظاهرة المساجد الإلكترونية بكيفية حضور الدرس والمحاضرات عن طريق البث المباشر، قد تنعكس بمردود سلبي على بيوت الله، حيث يصبح المسجد الإلكتروني وكأنه بديل عن المسجد الحقيقي.
من جانبه، رفض علي بادحدح، إمام وخطيب مسجد العمودي بجدة، ربط بث الدروس عبر مواقع المساجد بعدم حضور البعض، مشيراً إلى أن من يستمع للدرس مأجور، لكن لا يساوي أجره من سعي للمسجد ومكث فيه، لأن الاجتماع في المسجد رحمة وخير ومثوبة.