مسلسلات رمضان
والد لبناني يتسلم رأس ابنته التي اختطفت وقتلت قبل سنوات
19/07/2010

من الذي قتل ومروة وفصل رأسها عن جسدها في جريمة يندى الجبين لفظاعتها وبشاعتها؟! هذا السؤال الذي يحير العائلة ويشغل بال الشرطة التي استنفدت طاقاتها منذ نحو سبع سنوات في السعي لحل هذا اللغز الذي انتهى بإغلاق ملف التحقيق في قضية اختفاء مراهقة لبنانية، منذ 7 سنوات، كانت تقيم مع عائلتها في مدينة مالمو الشهيرة بمرفئها الأكبر في السويد، ولم يظهر لها أي أثر طوال 11 شهراً، نشطت شرطة المدينة خلالها بحثاً عنها وسط قلق عميق أنهك أعصاب عائلتها، حتى عثروا على رأسها مقطوعاً بمنشار، ومرمياً بين أشجار غابة تبعد 15 كيلومترا عن البيت.

والد لبناني يتسلم رأس ابنته التي اختطفت وقتلت قبل سنوات صورة رقم 1

رأى أن الرأس أصبح جمجمة فيها
بعض الخصلات من شعر ابنته

بقي الرأس منذ أواخر 2003 في عهدة الشرطة والهيئات القضائية، ومدفوناً في موضع حتى استكمال التحقيق، إلى أن اتصلت شرطة المدينة قبل أسبوع بوالديها، محمد العجوز وغادة العانوتي، الأبوين لعبد الحفيظ وآدم، البالغين 24 و22 سنة، لتخبرهما بأنها قامت بكافة التحريات والتحقيقات طوال تلك المدة، ولم تعثر على ما يكشف عن قاتليها، لذلك قررت إقفال الملف. ثم طلبت منهما الاستعداد هذا الأسبوع لتسلم رأس ابنتهما مروة، والتي قضت بعز الشباب، وكان عمرها في حينه 18 سنة.

وقد اتضح من صوت والدها المتهدج عبر الهاتف أنه ما زال صاحب احتياط كبير من دموع لم يذرفها كلها بعد من مقلتيه على ابنته الوحيدة، والتي وصفها بأنها كانت جميلة وواعدة وتجيد 4 لغات وتبشر بالخير الكثير للأسرة، لكنها قضت بجريمة غامضة ومن أبشع ما يكون في بلاد لم تعرف في تاريخها الحديث هذا النوع الوحشي من القتل والانتقام، إلا ربما في زمن "الفايكينغ" المغامرين في البحار.

وروى والدها محمد ما حدث، فقال إن ابنته غادرت مالمو في أوائل 2002 لتقيم مع أقارب لها في بيروت، وهناك خطبها 6 شبان بالتتابع، واحداً تلو الآخر، حتى استقرت آخر خطبة لها بعض الشيء، فتزوجت من شاب متخصص بالكومبيوتر. لكن الزواج استمر فقط شهرين، عادت بعدهما حزينة إلى مالمو "فوكلت أخي في بيروت وطلقها من زوجها. ثم أرادت السكن بمفردها، على عادة بنات السويد حين تبلغ الواحدة منهن 18 سنة من عمرها، فاستأجرت لها شقة قرب البيت وأقامت فيها مع صديقات من عمرها تقريباً"، على حد تعبيره.

وتمضي رواية محمد، المشرف في بلدية مالمو عن ملاعب كرة القدم وصيانتها، فيذكر أن مروة "دخلت في شجار إحدى المرات مع زمرة شبان في مقهى بالمدينة. وبعد أسبوع، وكان ذلك في 20 ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام، اختفت تماماً. ومضت أيام وأسابيع وشهور، كنا جميعا نظن خلالها مثل الشرطة أن لاختفائها علاقة بزواجها الفاشل في بيروت، إلى أن عثروا على رأسها مفصولاً عن جسدها بين الأشجار، ومذبوحاً بشراسة بمنشار يستخدمه النجار عادة للأخشاب الكبيرة. لكن الجثة لم تكن قرب الرأس"، وفق تعبيره.

والد لبناني يتسلم رأس ابنته التي اختطفت وقتلت قبل سنوات صورة رقم 2

دخلت في شجار إحدى المرات مع زمرة
شبان في مقهى بالمدينة

وذكر محمد أنه اكتشف من بعدها مؤشرات أوضحت له هوية قاتليها، وكانوا من تشاجروا معها في المقهى الليلي "وهم 4 أو 5 شبان يتعاطون المخدرات، وعلمت بأنها كانت ملمة ببعض أسرارهم، لذلك خطفوها على ما أعتقد وطعنوها بالسكاكين في مكان ما، ثم نقلوها منه إلى الغابة وفصلوا رأسها هناك عن جسدها ورموه كيف ما كان"، كما قال.

أما الجثة فيعتقد محمد بأنهم دفنوها في مكان آخر، وقال: "حين أبلغت الشرطة عنهم اعتقلت أحدهم، ثم سعت وراء الآخرين، لكن الجميع خرجوا أبرياء بعد التحقيق معهم لعدم توفر الأدلة ضدهم، ثم بقينا ننتظر أي جديد لمدة 7 سنوات ولكن بلا نتيجة، حتى طرأ جديد قبل أسبوع".

والجديد هو اتصال دائرة الشرطة بمحمد بشكل مفاجئ، حيث أخبروه بعد أن أسرع وزارهم بأنهم قرروا تسليمه رأس ابنته المقطوع، وطلبوا منه ومن زوجته توقيع بعض الأوراق والمستندات الضرورية قبل أن يتسلمه هذا الأسبوع، ثم عرضوا عليه صورتين حديثتين للرأس لينظر فيهما، ربما لتحضيره نفسياً ومسبقاً بحيث لا ينهار بصدمة حاسمة حين يرى نفسه أمام أهم قسم من جثة ابنته بعد 7 سنوات من مقتلها.

وقال محمد إنه تأمل في الصورتين ورأى أن الرأس أصبح جمجمة فيها بعض الخصلات من شعر ابنته، فبكى واعتصر بحزن تكرر فيه من جديد. وقال إنه يعد الساعات الآن ليستعيد الرأس "لأنني أريد إقامة صلاة الميت الحاضر عليها بمسجد مالمو، ثم سنقوم بدفنه في المقبرة الإسلامية"، وهي الوحيدة في المدينة التي يعيش فيها 50 لبنانياً من المهاجرين مثله على الأكثر.