الشيوخ المسلمون مستمرون في إطلاق الفتاوى الجديدة، حيث أفتى أحد الشيوخ المعروفين في الشارع الجزائري بـ"حرمة أكل اللحم الهندي لأن الهند بلاد وثنية والهنود ليسوا من أهل الكتاب" وشبهه بأنه "لحم غير حلال". ويدور في هذه الفترة جدل فقهي في الجزائر يتمركز حول هذا الموضوع.

من جهتها، نشرت صحيفة "الفجر" الجزائرية في عددها، يوم الأربعاء 4-8-2010، تقريرا منسوبا لمنتدى الندوة العالمية للشباب الإسلامي، يتحدث عن فرقة " القاديانية" الهندية، التي يعمل لديها 500 خبير في مختلف بلاد العالم، وتتخذ من بريطانيا منطلقا لتحركاتها. وبحسب الصحيفة فهذه الفرقة تنشط في مجال تصدير اللحوم وتستخدم أختاما مزورة وتروج لتجارة محرمة على أساس أنها منتوج حلال.
بالنسبة للجهات التي استوردت اللحم الهندي بكميات كبيرة، فالأمر لا يخرج عن "حرب مصالح" بين مستوردي اللحوم، لأن "الهند أكبر البلدان الإسلامية تعدادا في السكان"، بحسب السيد جهيد زفيزف رئيس المجمع الحكومي لتحويل وتعليب اللحوم الحمراء، المعروف باسم (سوتراكوف).
وقال المتحدث لـ"العربية نت" تعليقا على التهم الموجهة للحم المستورد من الهند "لقد استوردنا سابقا من بلدان غير إسلامية ولم تظهر مشكلة، واليوم استوردنا من الهند حوالي 4 آلاف طن من اللحوم الحلال وفق المعايير الدولية المتفق عليها، كما تعاملنا مع فيدراليات ومسالخ هندية مسلمة لتوريد اللحوم على غرار فيدرالية (مارهاسترا) وفيدرالية (إيترابراداش)".

هذه اللحوم المستوردة من الهند حرام
في حرام في حرام
وقبل أن تثار الضجة حول صلاحية اللحم الهندي قبيل أيام قليلة من دخول شهر رمضان الكريم، عاش الجزائريون الشهر الماضي فصول جدل آخر يخص مدى سلامة اللحم السوداني من الأمراض، عقب إعلان هيئة اتحاد الفلاحين عن اتفاق لاستيراد كميات هائلة من اللحم السوداني.
وثار الجدل بعدما دقت جهات رافضة لقرار استيراد اللحم السوداني، ناقوس الخطر وتحدثت عن عدم سلامة اللحم السوداني، وكيفت العملية بأنها "سياسية" ويراد من ورائها "شكر الحكومة السودانية على حسن ضيافتها لأنصار الفريق الجزائري الذين تدفقوا بالآلاف في موقعة أم درمان لحضور مباراة الحسم أمام الفريق المصري".
وأوضحت وزارة الفلاحة وقتها أنها "لم تمنع استيراد اللحم السوداني إطلاقا وإنما طلبت من السلطات الفلاحية في السودان إرسال بروتوكول إجراءات السلامة الصحية لماشيتها قبل فتح باب الاستيراد".
وكان الجزائريون قد صدموا عام 2004 حيث اكتشف سكان الجزائر العاصمة تحديدا بعد انقضاء شطر كبير من الشهر الفضيل أنهم كانوا يتناولون لحوم الحمير بدل لحوم البقر. وفي عام 2007 تفاجأ الجزائريون أيضا في عز أزمة البطاطا بترويج بطاطا مستوردة موجهة في الأساس كغذاء للخنازير بكندا.