مسلسلات رمضان
هل ستصدر شهادة "فندق حلال" في عام 2011 في بروكسل؟!
06/08/2010

يبحث المسلمون في أي مكان يتجهون إليه عن كلمة "حلال" ليطمئنوا أن البضائع تراعي الشريعة الإسلامية، وفي بروكسل لم تعد علامة "حلال" مجرد كلمة يطبعها بعض بائعي اللحوم وغيرهم على واجهة محلاتهم لطمأنة زبائنهم المسلمين، بل صارت في بروكسل شهادة "صناعية" رسمية تصدرها غرفة التجارة، وتشمل مجالات كثيرة، وهي تثير نقاشاً واتهامات حالياً بعدما امتدت أخيراً لتفسح أمام وجود "فنادق حلال".

هل ستصدر شهادة

يحب عدم وجود لحوم الخنزير أو
أي مواد أخرى منه في الأطعمة

مستشار غرفة تجارة بروكسل برونو برنار، المكلف بإصدار شهادات "حلال"، يقول إنهم فكروا بإنشاء شهادة خاصة للفنادق على اعتبار أن بروكسل هي عاصمة أوروبا، وفيها الكثير من السياح وممثلي بلدان من العالم الإسلامي. ويضيف متسائلاً "لماذا لا نقدم فنادق تتوافق مع حاجات هؤلاء الناس، هناك فنادق لهواة الغولف، وأخرى خاصة بالعائلات، فلماذا لا توجد فنادق تراعي حاجات المسلمين".

هذا التساؤل قاد برنار إلى إعداد الإطار العام للشهادة الجديدة، موضحاً أن منحها للراغبين سيكون اعتباراً من مطلع العام 2011. وينبغي على الفنادق "الحلال" احترام عدة شروط، في غرف محددة فيها، أهمها مراعاة عدم وجود لحوم الخنزير أو أي مواد أخرى منه في الأطعمة، وعدم وضع الكحول في برادات الغرف، وحجب القنوات "الإباحية" من التي توفرها عادة في خدمة تلفزيون الفندق.

لكن وسائل إعلام بلجيكية لم تنتظر بدء العمل بالشهادة حتى تثير نقاشاً حولها، ومنها من أكد أن فندقين حصلا على شهادة "حلال" والتزما معاييرها، وهو خبر سارعت وسائل إعلام في إيطاليا وألمانيا إلى تلقفه بدورها. وتوضح المسؤولة في الفندق الحديث الطراز أنهم يريدون البقاء "حياديين"، فيما يتعلق بالدين وغيره.

غرفة تجارة بروكسل لفتت إلى أن الشهادة التي تمنحها هي شهادة أوروبية، ومعترف بها في كل العالم، وتكلف حوالي 1500 يورو، مشيرة إلى أنها نفقات تغطي نقل إمام من الجزائر تتعامل معه لهذه الغاية، إذ يبقى للمراقبة والتفتيش في مكان الإنتاج الخاص بالشركة طالبة الشهادة، قبل أن يعطي رأيه إذا كانت تحترم شروط "الحلال" أم لا.

هل ستصدر شهادة

شهادة "حلال" بدأ العمل بها في
مارس/آذار الماضي

ولا ينتهي الأمر عند ذلك، إذ تقول غرفة التجارة إن المنشآت التي تحصل على شهادة "حلال" ستكون خاضعة لزيارات فجائية، للتأكد أنها لا تزال ملتزمة بالمعايير والشروط، وأنه في حال ثبت إخلالها بها سيتم سحب الشهادة منها، وستحرم من الحصول عليها مجدداً خلال خمس سنوات.

ويوضح برونو برنار، الذي قام بتأليف كتاب "لنفهم الحلال"، مع زميلة فرنسية له، أن شهادة "حلال" بدأ العمل بها في مارس (آذار) الماضي، بمبادرة مشتركة منه ومن غرفة التجارة، معتبراً أنه حق "ثقافي" للمسلمين أن يحصلوا على خدمات تحترم معتقداتهم. ويرى برنار أن الشهادة تتعلق أيضاً "بمسألة ثقافية"، معتبراً أن "هذه الشهادة ليست لأسلمة الناس، بل لنجيب على حاجاتهم".

وحصلت شركات عديدة ومتنوعة على هذه الشهادة، منها شركات صناعة شوكولا، وشركات مواد غذائية، وشركات مشروبات غازية تشبه الشمبانيا، وشركة سوائل تنظيف.

وكشفت غرفة تجارة بروكسل أنها تتلقى طلبات جديدة للحصول على شهادات "حلال"، بمعدل طلب كل يوم، وأن الطموح هو الوصول إلى 500 طلب سنوياً، كما أشارت إلى أن 17 بالمئة من سكان بروكسل، الذين يتجاوز عددهم المليون شخص، لديهم عادة استهلاك المنتجات "الحلال".

ورداً على الانتقادات، أكد ممثل غرفة التجارة أن الشهادة تستهدف كذلك الإنتاج المخصص للتصدير، مع أن ذلك ليس شرطاً لنيلها، معتبراً أنها تفيد الشركات وتفتح لها أبواب أسواق مربحة في الشرق الأوسط.