في غزة لا يموت الأمل، فقد قام المكتب الاستشاري للهندسة الميكانيكية بتصميم قطار صغير للتنزه، يشبه في مبناه القطارات التي تصنعها الشركة النمساوية sts fun train، إلا أنهم هم الوحيدين بمنطقة الشرق الأوسط الذين صنعوه رغم قلة الإمكانات وندرة المواد الخام، آملين أن يقومون يوما بصنع قطارا يربط غزة بالقدس والضفة الغربية وباقي فلسطين

توت توت ع غزة
يباع القطار في النمسا بـ 173 ألف يورو وابتاعته مدينتان عربيتان شرم الشيخ وبيروت بهذا المبلغ، ولكن من صنعه بغزة مستعد لتصديره بما لا يتجاوز 50 ألف دولار أميركي، يقولون:"عليكم تزويدنا بالمواد الخام وخذوا قطاراً بمواصفات أوروبية وان لم يرق لكم أعيدوه لنا".
هذا هو ما يقوله القائمون الذين "داخوا السبع دوخات" وهم يبحثون عن قطاع الغيار والمواد الخام ويفككون ويركبون واحدة بدل الأخرى حتى أصبح لدينا ما يمكن تسميته بالقطار.
ويتكون القطار المصنع في مدينة غزة من جيب اميركي الطراز تم تغيير هيكله الخارجي بنسبة 60-70% بما يناسب الشكل النهائي لشكل القطار وهو الرأس المحرك واضيف له بوق القطار والمدخنة كشكل فني ومن ثم اضيف للجيب مقطورتان تسيران على عجلات كالباصات.
المهندس حسام بدوي من المكتب الاستشاري للهندسة الميكانيكية هو المصمم للقطار، وعلى حد قوله فإنه لا مخالفات قانونية فيما يتعلق بموضوع تغيير هيكل الجيب ذو الطراز الأميركي، مشيرا إلى انه تم الإبقاء على رمز الشركة المصنعة على البودي، وثانياً لا تجاوز قانوني في تكرار التجربة النمساوية بغزة مستدلاً على ذلك بأن الدول تصنع سيارات ذات ماركات عالمية ليست هي ذاتها التي بدأتها.
ويرى المهندس بدوي ان الهدف الأساسي من تصنيع القطار هو الترفيه عن سكان القطاع المحاصرين والتأكيد على أن قطاع غزة لديه القدرة الكاملة على تصنيع هياكل السيارات وتم البدء بالعربات كنواة أولى لهذه الصناعة المهمة عالمياً.

تستغرق الرحلة نصف ساعة
وعن أوزان الركاب أكد أنه روعي أثناء تصنيع العربات قوة السحب والمحاور وأبعادها ومركز الاتزان ومركز الثقل وارتفاع الشصي عن الأرض وارتفاع الراكب عن الأرض بحيث يبلغ متوسط وزن الراكب 75 كيلوجرام وذلك وفقاً لقانون النقل والركاب والمعدل الهندسي وروعيت معايير الأمان بحيث اضيف نظام توقف " بريك" كامل يربط الجيب بالعربتين اللتين تتوقفان بشكل مباشر حين يتوقف الجيب.
وتبلغ سرعة القطار في شوارع غزة 30 كيلومتراً بالساعة وتبلغ قوة الجيب المستخدم 181 حصان ويؤكد بدوي ان ذلك أكثر من المطلوب لهذه الوسيلة بما يتجاوز 60 حصان وذلك لعطاء الجب مزيداً من القوة بحيث يمكن إضافة عربة ثالثة مستقبلاً.
وعن سعر التذكرة قال أنها أقل بكثير من أي وسيلة ترفيه للأطفال بحيث لا تتجاوز اللفة " تستغرق نصف ساعة" أكثر من 2 شيقل ونصف الشيقل لكل طفل وتتسع العربة الواحدة لـ 18 طفلا أو راكباً يمكنهم التمتع بسماع الأناشيد المختلفة بعد تركيب جهاز " Dg" بمعنى " حفلة وماشية" على حد تعبيره.



