هل هنالك أجمل من أن يأكل الإنسان ويشرب من عرق جبينه؟؟ بمعنى أن يجدّ ويعمل ليكسب مالا مقابل ما قام به من جهد، ولا فرق إن كان هذا العمل في الطب أو في البناء مثلا، ما دام الإنسان يتعب وبكل أمانة وصدق ليجد في النهاية أجرا مقابل عمله. ولأن الإنسان بشكل عام يميل إلى الخمول، فإن أشخاصا كثيرين يلجأون إلى التسوّل كمهنة!، إلى درجة أننا وبكل صدق أصبحنا لا ندري من هو المحتاج منهم ومن لا! خاصّة أن المحتاجين الحقيقيين غالبا ما يخجلون من طلب المساعدة، ومؤخّرًا رفضت متسولة أردنية الحصول على راتب شهري مدى الحياة، مفضلة مواصلة التسول.

بطلنا نميز بين المحتاجين والكذابين
وذكرت القدس العربي، أن أحد المحسنين عرض على متسولة كانت تقف عند باب مسجد بمنطقة حي رمزي بالزرقاء (شرق عمان) الحصول على راتب شهري مدى الحياة مقداره 180 دينارا (250 دولارا) مقابل توقفها عن التسول فاختارت التسول. وكان جدلا بين إمام المسجد ومتسولة، استوقف أحد المحسنين الذي توقف لأداء صلاة الظهر. بينما كانت المتسولة تحمل بيدها رضيعا وبالأخرى كومة من التقارير الطبية، وهي تبكي بحرقة لرفض إمام المسجد السماح لها بالدخول إلى حرم الجامع للتسول.
وأضاف مصلّون تواجدوا في المكان إلى أن المحسن شعر بالأسى عندما أخبرته المتسولة أنها أرملة، لا تجد قوت يوم لأبنائها، ولم تتمكن من توفير ثمن علبة دواء لرضيعها، وأنها جهدت للحصول على أي وظيفة فلم تجد، ما اضطرها إلى اختيار مهنة التسول، زاعمة أنها بالكاد توفر احتياجات أسرتها. وعرض المحسن مساعدتها، وتقديم راتب شهري مقابل توقفها عن التسول، وطلب منها، بوجود إمام المسجد، عنوان سكنها ورقم هاتفها ليتمكن من تقديم مساعدة عاجلة.
ونقلت الصحيفة عن أحد الشهود قوله إن ادعاء المتسولة أنها تقطن في إحدى المناطق الشعبية المكتظة في الزرقاء أثار شكوك إمام المسجد، إذ تصادف أنه يعمل مع إحدى لجان مساعدة الأسر الفقيرة في تلك المنطقة، فطلب رقم هاتفها وطلب من المحسن التريث، لحين التأكد من مدى حاجة المتسولة للمساعدة.
وأضاف الشاهد أن المحسن تلقى اتصالا بعد ثلاث ساعات من إمام المسجد، أخبره فيه أن عنوان المنزل الذي قدمته المتسولة صحيح، إلا أنها لا تسكن فيه بل تستأجره لغايات التسول، وأنها تمتلك منزلا في منطقة حي الضباط بمدينة الزرقاء، مبينا أن المحسن اتصل برقم هاتف المتسولة إلا أنه لم يكن في الخدمة.