أسوة بعلماء الأمة الإسلامية، وجد البابا شنودة ، من واجبه الإفتاء في بعض المظاهر الاجتماعية الشائعة في المجتمعات، بدءا بالزواج الخاطئ من أرملة الأخ، وصولا إلى الزواج الذي يمارس فيه ضغط من قبل الأهل، مرورا بالتدخين والعادات القبيحة التي يتوجب تحريمها.

الزواج بأرملة الأخ خطأ مائة في المائة
أكد البابا شنودة الثالث (بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية) على"أن الزواج بأرملة الأخ خطأ مائة في المائة، سواء من جهة الشخص أو من جهة الأب الكاهن الذي يصرح بهذا الزواج، وأن هذا الكاهن يستوجب المحاكمة".
وأوضح البابا "أنه بزواج الشخص يصبح أقاربه هم أقارب زوجته، وأقارب زوجته هم أقاربه، وزوجة الأخ أو أرملة الأخ تعتبر أخت له ما دام أصبحا الاثنان جسداً واحداً بعد الزواج حسب شريعة الكتاب المقدس، كما أن قوانين القديس باسيليوس الكبير منعت هذا الأمر تماماً من قبل".
وانتقد البابا في محاضرته من الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة فرض الآباء آرائهم في زواج أبنائهم وممارسة الضغوط عليهم بقبول هذا ورفض ذاك، مؤكداً على أن الضغط في أمور الزواج لا يتوافق فقط مع الكتاب، ولكنه لا يتوافق أيضاً مع النظام الاجتماعي وقانون الأحوال الشخصية".
وحمل الآباء الكهنة مسؤولية أي زيجة فاشلة بسبب مشاركة الأهل في ممارسة الضغوط على الأبناء في أمور الزواج.
وقال البابا "أن التدخين حرام، وأن كل ما يضر الإنسان ويسيطر عليه ويفقده إرادته هو حرام"، مشيراً إلى أن أي عادات تسيطر على الإنسان لابد من الانقطاع عنها، كما أكد أن السعي للحصول على الحق عن طريق المحاكم ليس حراماّ.
وانتقد البابا ادعاءات الأخوة البلاميس المأخوذة من شهود يهودة (التي تتحدث عن زواج الملائكة)، مؤكداً على استحالة زواج الملائكة لا في السماء ولا في الأرض كما يدعي البعض من "الأخوة البلاميس"، حيث أن النوع يعني ذكر وأنثي وهذا غير موجود لدى الملائكة.

ليس كل حلم من الله، بينما هناك أحلام
يريد الشيطان أن يزعج بها الإنسان
وأوضح البابا شنودة بأنه لا يوجد ملاك ذكر وآخر أنثى، فكيف يتزوج الملائكة؟ بالإضافة إلى اختلاف الطبيعة الجسدية والروحية، كما أن الملائكة أرواح وقيل إنهم أرواح مرسلة للخدمة، ووظيفتهم هي التسبيح وتنفيذ أوامر الله فقط، فكيف يمكن للروح أن تتزوج الجسد؟.
ونفى أن يكون الحلم من الله، حيث قال "ليس كل حلم من الله، بينما هناك أحلام يريد الشيطان أن يزعج بها الإنسان، وهناك أحلام ليست من الشيطان، وإنما من العقل الباطن التي تتركز فيه مخاوف وقصص وصور تأتي في صورة أحلام مملوءة بالمشاعر المكبوتة في العقل الباطن، ولكن كل الأشياء التي تأتي من الله يكون معها سلام كبير، أما خلاف ذلك فيأتي بانزعاج وبالتالي فهي لا تكون من ربنا".