تنتهي حريتي حيث تبدأ حرية غيري، لا يتبع الجميع هذه المقولة ويبدو ان حرية العقيدة غير متواجدة في كل مكان. حيث طالب مدعي عام محكمة عين الحمام، شرق الجزائر، بالحكم على مسيحيين اثنين بالسجن لمدة ثلاث سنوات من النفاذ لانهما لم يلتزما بالصيام خلال شهر رمضان. في المقابل طالب محامو الرجلين باخلاء سبيلهما موضحين عدم وجود قانون محدد يحظر عدم الصيام. ومن المقرر اصدار الحكم في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر المقبل.

الجزائر موقعة على الاتفاقيات
الدولية التي تحمي حرية العقيدة
وقد احيلا فورا على القضاء في عين الحمام الذي وجه اليهما تهمة المساس باحدى فرائض الاسلام واطلق سراحهما. وتجمع مئات امام محكمة هذه المدينة الجبلية الصغيرة في منطقة القبائل، التي انشاها الفرنسيون العام 1881 باسم ميشليه قبل ان تعاد تسميتها بعد الاستقلال عين الحمام، تاييدا للمتهمين وهم يرددون هتافات معادية للقضاء.
وقال العامل "انني سعيد لكون هذا التحقيق جعل كل هؤلاء الناس ياتون الى هنا ولوجود هذا الكم من المحامين الذين يتولون الدفاع عنا". كما اشاد بهذا الحضور رئيس الكنيسة البروتستانتية الجزائرية القس مصطفى كريم الذي جاء بدوره لدعم الرجلين في مواجهة هذه الاتهامات التي اعتبرها "سخيفة".
وطالب الدفاع باخلاء سبيل المتهمين مشددا على عدم وجود اي قانون يحظر على المواطنين عدم الصيام خلال شهر رمضان. وقال المحامي مقران اية لعربي ان "الجزائر موقعة على الاتفاقيات الدولية التي تحمي حرية العقيدة. وهذا انتهاك واضح وصريح للدستور". ووصلت المسيحية الى شمال افريقيا في العصر الروماني وشهدت تراجعا في الفترة الفوضوية من الغزوات، لكنها عادت بقوة في العصر البيزنطي، ثم بدأت تختفي بالتدريج بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي. واليوم، فان شمال أفريقيا في المقام الأول مسلم والإسلام هو دين الدولة في الجزائر، ليبيا، والمغرب، وتونس. ".