كل فتاة معرضة للتحرش النوعي من قبل الشباب، مهما كانت كبيرة في السن، ولا يهم أن تكون عربية أو أجنبية ولا فقيرة أو من الطبقة الوسطى أو الثرية، كل هذه الأمور لا تهم، كما لا يهم إن كانت ترتدي الحجاب أو النقاب أو الملابس الغربية، لكن يفترض على كل فتاة تمشي في شوارع القاهرة أن تأخذ بالحسبان أنها ربما ستتعرض للتحرش النوعي.

إذ وفقاَ لدراسة أجراها المركز المصري لحقوق المرأة في العام 2008 وشملت 1010 نساء، تبين أن 98 في المائة من النساء الأجنبيات و83 في المائة من المصريات تعرضن للتحرش النوعي.
ماري روجرز، الصحفية والمصورة في CNN، تعرضت للتحرش، فالأسبوع الماضي وبينما كانت تتجه إلى منزلها اقترب منها سائق سيارة شاب وسبها، رغم أنها بعمر أمه أو أكبر. وقبل أن ترد عليه، كانت السيارة قد ابتعدت، بينما كان هناك شرطي في الجوار "يقهقه" على المشهد.
وهذا الحادث يعتبر ثانوياً مقارنة بذلك الذي وقع عام 1994، بعد أن انتقلت للعمل في القاهرة، حيث كان الطقس شتاء وكانت ترتدي ملابس شتوية ثقيلة عندما اقترب منها رجل وأمسك بثديها، لكنها سارعته بلكمة على وجه وكالت له الشتائم والسباب، فإذا به يشحب جراء المفاجأة ويعتذر بهمس.وبعد ذلك الموقف، لم تعد تمشي في الشوارع بين العمل والمنزل.
بالطبع، التحرش النوعي يتخذ أشكالاً مختلفة، فهي قد تكون عبارات نابية أو الملاحقة أو النظرات وتصل حد اللمس، وربما تصبح أكثر خطورة، وهو ما حدث لزائرة أجنبية، عندما قام سائق سيارة بالاقتراب منها كثيراً إلى حد أنه كاد يدهسها، لكنه ابتعد عنها في اللحظة الأخيرة، ثم توقف، وأخذ يضحك عليها.