كيف يستطيع الأب أن يضحي بأبنائه ويقتلهم ويواصل حياته بشكل طبيعي وكأن شيئاً لم يكن؟! اذ تجري النيابة العامة في سوهاج في مصر، تحقيقا موسعا في واقعة تجرد أب من مشاعر الأبوة والرحمة وقتل نجلته الوحيدة التي تعيش معه بعد طلاق أمها قبل أن يبلغ الشرطة، ويجلس بجوار جثتها لاحتساء الشاي وتدخين الشيشة، وتبين أن الأب ذاته سبق له وقتل ابنته الثانية، وحكم عليه بالسجن.

يا ويلك من الله!!

كان مركز شرطة البلينا تلقى بلاغا من أحد المواطنين يخبرهم أنه ذبح ابنته بمقر سكنه، فتم إبلاغ اللواء أحمد خميس مساعد الوزير مدير أمن سوهاج الذي أمر بتشكيل فريق بحث أشرف عليه العميد عاصم حمزة مدير إدارة المباحث الجنائية، وقاده العميد محمود العبودي، وتبين من تحريات العقيد عبد الفتاح الشحات رئيس فرع مباحث الجنوب أن الواقعة حدثت بقرية الحرجة قبلي دائرة مركز البلينا.

كما تبين أن الجاني يدعى "عز الدين .خ" (58 عاما) فلاح وعثر عليه بجوار الجثة في حال ثبات تام يدخن الشيشة ويشرب الشاي، فيما ابنته غارقة في دمائها ومسجاة على الأرض، وبجوارها السكين التي تم استخدامها في الجريمة، واعترف المتهم أمام ضباط المباحث بارتكاب الجريمة.

أكدت التحريات أنه سبق قتل ابنته الثانية (5 سنوات) بنفس الطريقة، وصدر حكم بحبسه 7 سنوات، وخرج في 10 أكتوبر 2007، كما تردد أنه قتل طفلته الثالثة "أسبوع"، ولكن التحريات لم تثبت صحة الواقعة. وأضافت التحريات أن المذكور متزوج من سيدة أخرى، وله منها 3 أولاد، بينهم معاق حاول قتله بنفس الطريقة إلا أنه فشل.

أكد شهود العيان أن الجاني لا يعاني من أي مرض نفسي ويمارس حياته وسطهم بشكل طبيعي، ولم تظهر عليه أي علامات خلل عقلي.. تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة.