لطالما كانت الروائية الدكتورة نوال السعداوي موضع جدل بكل ما تقوم به وتقوله وتكتبه. بحيث انها ملت من الانتقادات غير الموضوعية من شعب بلدها الحبيب، الذين لا يتطرقون حتى لكتاباتها واعمالها، بل ناصبين كل اهتماماتهم حول كل تصريح تصرح به خارج عن عقيدتهم. بحيث قالت إنها لا تخشى نار الآخرة، لأنها اعتادت عدم الخوف من أي شيء منذ أن حررتها والدتها، وقالت لها لا توجد نار بالآخرة، ويكفي أن تشعري بتأنيب الضمير عندما ترتكبين شيئاً خطأً فيكون لكِ بمثابة النار التي تحرقك من الداخل.

اعتادت عدم الخوف من أي شيء منذ
أن حررتها والدتها
وأوضحت السعداوي، أنها لا تكتب من أجل الحصول على جائزة، ولكن من أجل "اللذة"، مشيرة إلى أن الجوائز الأدبية في مصر لا تعبر عن قيمة المبدع الحقيقية، خاصة أن الحكومة تقرر مسبقاً تمنحها لمن وتحجبها عن من. وقالت السعداوي، إن الانتخابات البرلمانية الأخيرة شهدت تزويراً "فجاً"، مضيفة أن الحكومات السلطوية تقوم بمصادرة الثقافة والإبداع وتقمع حرية الرأي والتعبير حتى يتحول كل كاتب حقيقي له رأي وكرامة لمضطهد داخل وطنه. وأشارت إلى أنها تلقى ترحيباً وتقديراً في الخارج، على العكس مما تلقاه من هجوم وانتقادات حادة فى مصر، كلما أعلنت عن رأيها فى بعض القضايا الشائكة، مؤكدة أنها لو استجابت للضغوط التي مورست ضدها منذ عشرات السنين، لأصبحت وزيرة صحة أو رئيساً للمجلس الأعلى للثقافة.
كما وأضافت السعداوى، أن نظام التربية والتعليم الخاطئ هو الذى يقتل الإبداع والقدرة على التأمل فى الأجيال الجديدة، مستشهدة في ذلك بقصة حدثت لها، وهي صغيرة عندما سألت والدها من خلق النجوم فقال لها الله، فسألته ومن خلق الله، فقال لها لا تقولي مثل هذا الكلام ثانية، لأنه عيب وحرام، مشيرة إلى أن أساليب التربية تلك هي التي جعلت المبدعين والمبدعات عندما يخرجون عن المألوف، كفرة في نظر المجتمع.

سألت والدها من خلق الله، فقال لها لا تقولي
مثل هذا الكلام ثانية
كما وأعرب محمد الأشعري في نهاية الجلسة عن أسفه على مستوى الحوار والمناقشة داخل القاعة، خاصة بعدما توجهت غالبية الأسئلة للدكتورة نوال السعداوي وتعلقت بأمور لاهوتية بعيدة عن محاور المؤتمر، وتجاهل الحضور مشاركة الروائي خليل صويلح والروائي محمد أبي سمرا، مما دفع الأول للانسحاب من الجلسة فور انتهاء الأسئلة وتبعه الثاني في الدقائق الأخيرة من الجلسة. وقال الأشعري للحضور في النهاية: "للأسف وجهتم أسئلة ليس لها علاقة بالندوة وانشغلتم بحديثكم مع الدكتورة نوال السعداوي وتجاهلتم المشوار الأدبى للروائيين الحاضرين، وعلى الرغم من أن نوال السعداوي ألفت أكثر من 13 رواية تُرجمت جميعها إلى لغات عديدة، إلا أنكم لم تتذكروا حتى اسم رواية واحدة تتناقشوا فيها واكتفيتم بأسئلتكم عن الدين ويوم القيامة والثواب والعقاب.