مسلسلات رمضان
المطران لحام: المسيحيون في الدول العربية ليسوا بحاجة إلى حماية
25/12/2010

أكد مارون لحام رئيس أساقفة تونس أن المسيحيين في الدول العربية ليسوا بحاجة إلى حماية من الدول الأجنبية التي تقوم باحتلال دول عربية بذريعة انها تحافظ على الوجود المسيحي في الشرق الاوسط، وقال المطران لحام إنه يعارض "أي وجود أجنبي لحماية المسيحيين في الدول العربية" مؤكدا أن "المؤمنين في هذه الدول لا يريدون ولا يقبلون ولا يفكرون في أن يكونوا طابورا خامسا لدولة أجنبية تحميهم" حسب تعبيره.

المطران لحام: المسيحيون في الدول العربية ليسوا بحاجة إلى حماية صورة رقم 1

"من الصعب القول بان جميع المسيحيين
في العالم العربي في خطر

وأضاف لحام في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أنه "من الصعب القول بان جميع المسيحيين في العالم العربي في خطر"، مؤكدا أن "الأساقفة والكرادلة الذين شاركوا منذ فترة في سينودس كنائس الشرق الأوسط شعروا بان لكل بلد وضع خاص لمسيحييه وان أكثر البلدان التي تتألم بشكل اكبر هي العراق و مصر و لبنان" وفق قوله.

وأشار رئيس أساقفة تونس إلى "وجود غبن واحتقان للمسيحيين في مصر وخوف من المستقبل في لبنان وخوف على وجودهم في العراق"، بينما "هناك ألم مميت في فلسطين بسبب الوضع السياسي وكذلك موت بطيء في إيران وتركيا"، بينما "يوجد وضع مريح للمؤمنين في دول أخرى مثل سوريا والأردن وتونس والمغرب"، من جهة أخرى نوه بـ"تفاعل الفاتيكان مع ألم مسيحيي العراق"، وقال إن "موافقة قداسة البابا بينيدكتوس السادس عشر على عقد سينودس خاص بكنائس الشرق الأوسط في ذات السنة يدل على أن جواب الكنيسة على طلب رعاياها في العراق كان بأقصى سرعة"، مضيفا أن "اهتماما ايطاليا وعربيا وعالميا بأعمال هذا التجمع الديني كان جليا، وكأن العالم فتح عيونه واكتشف أن لنا إخوة مسيحيين في الشرق يعانون" حسب قوله.

وفي رده على سؤال حول دعوات تعالت لحماية المسيحيين في هذه المنطقة قال رئيس الأساقفة "لم يصل المسيحيون في الشرق الأوسط إلى حد الإبادة، ولكن يجب معالجة الوضع في العراق ومصر لأنه وضع لم يعد يحتمل"، أما بشأن المطالب بوجوب تدخل لحماية المسيحيين أو التحرك دوليا لقبول المؤمنين الذين بدؤوا بمغادرة العراق لأنهم يتعرضون إلى الـ"إبادة"، حسب وصف البعض قال مارون لحام "أنا ضد أي وجود أجنبي لحماية المسيحيين في الدول العربية، فإذا كنت مسيحيا أردنيا فمن واجب الحكومة أن تحميني، وكذلك الحال بالنسبة لحكومة العراق"، لأن "أحد أسباب هذا الاضطهاد هو ربط المسيحيين من أبناء البلد بالأجانب الذين يحتلونه كونهم هم أيضا مسيحيين"، مؤكدا أن "هذا ما لا يريده ولا يقبل به ولا يفكر فيه المسيحيون، وهو أن يكونوا طابورا خامسا لدولة أجنبية تحميهم " حسب قوله.

المطران لحام: المسيحيون في الدول العربية ليسوا بحاجة إلى حماية صورة رقم 2

"كل تعصب ديني يُنزل الله إلى مستوى
البشر وهذا عكس الدين"

من جهة أخرى أعرب لحام عن "المعارضة التامة لتفريغ أي بلد عربي من مسيحييه، لان الأمر يمثل افتقارا للعالم العربي الذي يعيش برئتين، رئة مسيحية وأخرى مسلمة"، فضلا عن "الدور التاريخي والحضاري للمسيحيين العرب في نهضة بلدانهم"، مشددا أيضا على أن "من واجب المسيحي العربي أن يعيش إيمانه في المكان الذي وضعه فيه الله"، وهذا "يجب أن يطبق بوجه أساسي في فلسطين، حيث يجب أن يبقى المسيحيون الفلسطينيون في البلاد التي ولد فيها المسيح، أي في فلسطين، فالمستقبل ليس في الحماية أو التفريغ" حسب تعبيره.

وحول معاداة المسيحيين (كريستيانوفوبيا) في الدول العربية، قال لحام إن "الأمر مبالغ فيه، لكنه موجود في بعض الدول العربية والإسلامية كمصر وإيران وتركيا والعراق والجزائر وليبيا بسبب سيطرة أحزاب أو تيارات أو فكر إسلامي متطرف على هذه الدول والحكومات"، مشددا أن "الحركات الإسلامية المتطرفة التي تدعوا إلى العنف ومحاربة الكفار والصليبيين تستند إلى منطلق عقائدي خاطئ، وتخلط بين الغرب والمسيحية"، وختم بالتأكيد أن "كل تعصب ديني يُنزل الله إلى مستوى البشر وهذا عكس الدين" على حد قوله.