مرة أخرى، وبعد نقاش مستفيض لم يخل من تبادل وجهات النظر عاد المجمع الفقهي الإسلامي وأكد على حرمة تصوير النبي صلى الله عليه وسلم، وسائر الرسل والأنبياء عليهم السلام، والصحابة رضوان الله عليهم، وكذلك حرمة إنتاج أفلام ومسلسلات تمثل أشخاص الأنبياء والصحابة، والترويج والدعاية لها. وقال المجمع الفقهي الإسلامي إن "تمثيل أنبياء الله يفتح أبواب التشكيك في أحوالهم والكذب عليهم".

الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي
وذكَّر المجمع بقرار هيئة كبار العلماء في السعودية، وفتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة، وفتوى مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة، وغيرها من الهيئات والمجامع الإسلامية في أقطار العالم، التي أجمعت على تحريم تمثيل أشخاص الأنبياء والرسل عليهم السلام، ما لا يدع مجالاً للاجتهادات الفردية.
وقال بيان المجمع الفقهي الإسلامي: “نظرًا لاستمرار بعض شركات الإنتاج السينمائي في إخراج أفلام ومسلسلات تمثل أشخاص الأنبياء والصحابة، فإن المجمع يؤكد قراره السابق في تحريم إنتاج هذه الأفلام والمسلسلات، وترويجها، والدعاية لها، واقتنائها، ومشاهدتها، والإسهام فيها، وعرضها في القنوات، لأن ذلك قد يكون مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم وكرامتهم، وذريعة إلى السخرية منهم، والاستهزاء بهم".
وبيَّن أن تمثيل أنبياء الله يفتح أبواب التشكيك في أحوالهم والكذب عليهم، إذ لا يمكن أن يطابق حالُ الممثلين حالَ الأنبياء في تصرفاتهم وما كانوا عليه -عليهم السلام- من سمات وهيئة وهدي. وأضاف أن هؤلاء الممثلين قد يؤدون أدوارًا غير مناسبة -سابقًا أو لاحقًا- ينطبع في ذهن المتلقي اتصاف ذلك النبي بصفات تلك الشخصيات التي مثلها أولئك الممثلون. "ولا يمكن للممثلين مطابقة ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم من سمات وهدي.
وأضاف المجمع في بيانه أن "الذين يقومون بإعداد السيناريو في تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم، ينقلون الغث والسمين، ويحرصون على نقل ما يساعدهم في حبك المسلسل أو الفيلم، وإثارة المشاهد، وربما زادوا أشياء يتخيلونها، وأحداثًا يستنتجونها. والواقع بخلاف ذلك". وأوضح أن ما يقال من أن تمثيل الأنبياء عليهم السلام، والصحابة الكرام، فيه مصلحة للدعوة إلى الإسلام، وإظهار لمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، غير صحيح، "ولو فُرض أن فيه مصلحة فإنها لا تُعتبر أيضًا، لأنه تعارضها مفسدة أعظم منها". ودعا وسائل الإعلام إلى الإسهام في نشر سير الأنبياء والرسل عليهم السلام، والصحابة الكرام رضي الله عنهم، دون تمثيل شخصياتهم.