تعتزم بلدية القدس تفعيل مشروع خط القطار الخفيف المثير للجدل بين مؤيدين للمشروع ممن يعتقدون بأن الهدف منه تسهيل حركة التنقل بين أحياء وضواحي القدس، ويربط أجزاءها بعضها ببعض، ويخفف من أزمات السير في المدينة، وبين المعارضين الذين يرون في المشروع على أنه يحمل أبعادا سياسية، ويفرض هيمنة اسرائيلية على مدينة القدس بالكامل، ويشطر مدينة القدس إلى شرقية وغربية، ويطمس المعالم العربية والتاريخية للمدينة عن طريق إلباس مشروع القطار الخفيف لباسا حضاريا.

وفي حديث لموقع "مسلسلات اون لاين" قال سيادة المطران عطاالله حنا من البطريركية الأرثوذكسية في القدس، أن لديه انطباع بأن الترويج لمشروع القطار الخفيف على أنه مشروع حيوي لأهالي القدس إنما هو "كلام حق يراد به باطل" وأضاف "إن المشروع من حيث المبدأ قد يساعد على التخفيف من أزمات السير وتسهيل عملية التنقل من مكان إلى آخر، لكن المشروع يحمل أبعادا سياسية أكثر مما هو مشروع مواصلات وخدمة للمواطنين، وإنما هدفه السياسي هو تغيير طابع القدس، وتشويه طابعها العربي".
وردا على سؤال "مسلسلات اون لاين" حول ما إذا كان المشروع يشطر بين القدس الشرقية والغربية، قال المطران عطاالله "أعتقد أنه أسوأ من ذلك بكثير فالمسألة ليست شطر القدس بقدر ما هو توحيدها تحت السيادة الإسرائيلية، وهذا الأمر له أبعاد سياسية خطيرة جدا لا يمكن القبول بها." وأضاف "نحن لسنا في وضع سليم حتى ننظر إليه على أنه مشروع قطار حيوي وإنما هنالك أبعاد سياسية خطيرة يحملها هذا القطار معه.

أما عن ربط المستوطنات مع مدينة القدس فقال المطران عطاالله "يبدو أنه يربط بعض المستوطنات في ضواحي القدس بمدينة القدس ولا أعلم مساره بالتحديد، ولكننا نلاحظ تشغيله في هذه الأيام بشكل تجريبي، وأعتقد أنه سيتم افتتاح المشروع خلال الأشهر القليلة القادمة.
من جانبه قال الشيخ محمد حسين إمام المسجد الأقصى في القدس في حديث لموقع "مسلسلات اون لاين" هذا القطار هو مشروع يهدف إلى ربط أحياء المدينة بعضها ببعض، وهو مظهر من مظاهر إحكام السيطرة وفرض واقع جديد على المدينة وإظهارها كأنها مدينة موحدة وعاصمة للكيان الإسرئيلي، كما تزعم السلطات الإسرئيلية، يعني أنه يأتي في إطار هذه المخططات والسياقات التي تحاول صبغ المدينة بشطريها الشرقي والغربي بصبغة اسرائيلية والمزيد من السيطرة، ولا شك أنه اخترق شوارع القدس الشرقية وضيق على الفلسطينيين، لكن الإسرائيليين وهم ينفذوا أهدافهم ومخططاتهم لا يلتفتون كثيرا أو قليلا لظروف وأوضاع الفلسطينيين.
وردا على سؤال "مسلسلات اون لاين" حول ما إذا كانت هنالك نماذج عينية لمواطنين عرب أغلقت مصالحهم أو سدت الشوارع الموصلة إلى بيوتهم أو محالهم التجارية، قال الشيخ محمد حسين "لا لم تغلق الشوارع بل ضيقت واقتطعت على حساب شوارع تخترق الأحياء العربية القديمة والقائمة منذ التاريخ، وهذا البناء القائم لم يأخذ بالحسبان هذه التوسعات وبالتالي أوجد ضيق في وأزمات واختناقات في الشوارع الأحياء العربية، والهدف الواحد والوحيد من هذا القطار هو مخطط لربط المستوطنات والأحياء اليهودية الشرقية بالغربية لمدينة القدس وإحكام السيطرة على المدينة المقدسة.

الهدف من القطار تسهيل حركة
التنقل بين المستوطنات ومدينة القدس
وعن الجوانب الإيجابية للمشروع قال الشيخ محمد حسين "لا يوجد أي جانب إيجابي للمشروع فهو لا يسهل حركة التنقل ولا يفيد العرب بأي شيء!!
وكانت رانية الياس مديرة مؤسسة يبوس للانتاج الفني التي حاولنا اجراء اتصال معها قد صرحت في حديث سابق معها "ان اسرائيل تسابق الزمن وتدرك أن خير وسيلة للسيطرة والاستيلاء على القدس هي فرض الامر الواقع وتضع في سبيل ذلك استراتيجية لتهويدها ومنها ما هو مكشوف ومنها ما هو مخفي".
وأضافت :"تختلف أساليب التهويد كسحب الاقامة وهدم المنازل وعدم منح التراخيص اللازمة ومصادرة الاراضي وشق طرق لايصال المستوطنات مع بعضها البعض وأسرلة المؤسسات، واليوم لقد اوشكت على تشييد خط القطار الخفيف لخدمة المستوطنين."