يبدو ان الجيش المصري لم يقدم فقط على اطلاق النار على المتظاهرين في ميدان التحرير والتسبب في مقتلهم، اذ تبين ان الجيش المصري اعتقل سراً المئات وربما الآلاف من معارضي الحكومة منذ انطلاق الاحتجاجات الواسعة ضد الرئيس حسني مبارك، وقد تعرض بعضهم للتعذيب، رغم ان الجيش المصري ادعى الحياد والفصل بين المتظاهرين المعارضين والمؤيدين لمبارك، لكن نشطاء حقوق الإنسان اتهموه بالتورط في حالات اختفاء وتعذيب وانتهاكات، المرتبطة منذ سنوات بجهاز أمن الدولة السيئ السمعة.

المئات إن لم يكن الآلاف من الناس
العاديين اختفوا في الحجز العسكري
ونسبت الصحيفة إلى حسام بهجت مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في القاهرة قوله "إن المئات إن لم يكن الآلاف من الناس العاديين اختفوا في الحجز العسكري في جميع أنحاء البلاد لمجرد حملهم منشورات سياسية والمشاركة في التظاهرات، ولا يزال العديد منهم في عداد المفقودين". وأضاف بهجت "الاعتقالات مداها واسع جداً، وشملت الناس الذين كانوا في الاحتجاجات، والذين خرقوا نظام حظر التجول، والذين تحدثوا إلى ضباط الجيش، والذين يشبهون الأجانب، وهي اعتقالات غير عادية ولم يسبق لها مثيل على حد علمنا من قبل الجيش المصري".
وقالت الصحيفة إن أحد الذين اعتُقلوا من قبل الجيش المصري شاب في الثالثة والعشرين من العمر اكتفى بخلع الملابسف نفسه باسم الأول (أشرف) خوفاً من إلقاء القبض عليه مرة أخرى، وكان اعتُقل يوم الجمعة الماضي على حافة ساحة التحرير وهو يحمل صندوقاً من المستلزمات الطبية المخصصة لمعالجة المتظاهرين الذين هاجمهم مؤيدو مبارك.
وأبلغ أشرف الصحيفة "أن جنوداً اعتقلوه بتهمة العمل لصالح أعداء أجانب وقيدوه وضربوه بأسلحتهم ونقلوه إلى منطقة خاضعة لسيطرة الجيش في الجزء الخلفي من متحف الآثار المصرية ووضعوه في غرفة، وجاء ضابط وسأله عن الجهة التي دفعت له ليقف ضد الحكومة، وحين ابلغه أنه يريد حكومة أفضل ضربه الضابط على رأسه وأوقعه على الأرض، وبدأ بعدها الجنود بركله، ثم هددوا باغتصابه". وقال أشرف إنه شاهد عشرات الرجال يتعرضون للتعذيب الشديد، وأُخلي سبيله بعد حوالب 18 ساعة من الاحتجاز بعد تحذيره بعدم العودة إلى ساحة التحرير.
ملاحظة: الصورة نقلا عن "Sean Smith for the Guardian"