يواصل عشرات آلاف المحتجين في اليمن مظاهراتهم الاحتجاجية للمطالبة بسقوط النظام اليمني، وقد اسفرت المظاهرات عن سقوط ضحايا، وكما يقول المثل العربي "رمتني بدائها وانسلت" وهكذا فقد اتهم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كلا من إسرائيل والولايات المتحدة بإدارة موجة الاحتجاجات التي تعم بلاده والعالم العربي، في محاولة لوضع الثوار اليمنيين في خندق واحد مع أمريكا واسرائيل، في الوقت الذي نظم فيه المطالبون برحيله أكبر تظاهرة ضده حتى الآن أمام جامعة صنعاء.

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح

من جانبه دعا جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى الدخول في حوار مجتمعي داخل بلاده بدلا من تحميل أطراف خارجية مسؤولية المشاكل في بلاده. وقال كارني: "لا نعتقد أن اختيار كبش محرقة يشكل ردا مناسبا بنظر اليمنيين أو شعوب دول أخرى" داعيا صالح إلى إجراء إصلاحات سياسية للاستجابة لـ"التطلعات المشروعة" لشعبه".

وقال صالح خلال لقاء مع أساتذة كلية الطب بجامعة صنعاء: "إن هناك غرفة عمليات لزعزعة الوطن العربي في تل أبيب وهؤلاء (المتظاهرون) ما هم إلا منفذين ومقلدين". وأوضح أن "غرفة العمليات" التي يتحدث عنها "موجودة في تل أبيب وتدار من البيت الأبيض".

وشن صالح الذي يعد حليفا رئيسيا لواشنطن في حربها على تنظيم القاعدة، هجوما عنيفا على الرئيس باراك أوباما. وقال: "لا أحد يكذب على أحد. كل يوم نسمع تصريح أوباما.. يا مصر ما تعملوش كذا، يا تونس ما تعملوش هكذا.. شو دخل أوباما، شو دخلك بعمان، شو دخلك بمصر، أنت رئيس للولايات المتحدة".

واتهم الرئيس اليمني المتظاهرين بأنهم "يدارون من الخارج" و"الإنفاق عليهم يأتي من أموال صهيونية". كما اتهم سفراء الولايات المتحدة والدول الأوروبية بتأجيج الشارع اليمني وتحريض المعارضة.

وقال: "لو تتابعون باستمرار ما يجري في اليمن وتتساءلون أين المعارضة ستجدونهم قابعين مع السفير الأميركي ومع سفراء الاتحاد الأوروبي ليلا نهارا، يحللون الأوضاع ويعطونهم توجيهات كيف تكون المظاهرات والاعتصامات وجمع الأموال".

وتشهد كبرى المدن اليمنية تظاهرات مناوئة للرئيس صالح منذ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي. وأدت هذه التظاهرات حسب منظمة العفو الدولية إلى مقتل ما لا يقل عن 27 شخصا. وقد أقال صالح مساء الثلاثاء محافظي كل من حضرموت وابين ولحج وعدن في جنوب وجنوب شرق البلاد، والحديدة في غرب البلاد. وهي المحافظات التي تشهد هذه المحافظات تظاهرات مستمرة منذ نهاية يناير/ كانون الثاني.

وفي تطور لافت انضم رجل الدين ورئيس جامعة الإيمان بصنعاء عبد المجيد الزنداني إلى المتظاهرين المناوئين لصالح فيما رفض مسؤولون في المعارضة عرض الحوار والتهدئة الذي أعلنه الرئيس.

هذا، وقد أعلن صالح خلال اجتماعه مساء الثلاثاء بمجلس الوزراء تأجيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي كان دعا لتشكيلها الاثنين. وقال صالح إن قرار التأجيل يأتي بهدف إفساح المجال أمام تحقيق التوافق مع أحزاب اللقاء المشترك.

ملاحظة: اتلصور نقلا عن "Getty Images".