أشار النظام الليبي في رسالة وجهها الى مجلس الأمن الى ان اللجوء الى العنف ضد المتظاهرين كان "في الحدود الدنيا"، مضيفاً أن الحكومة "متفاجئة" من العقوبات التي أقرها المجلس السبت، وطالب النظام بتعليق قرار منع السفر وتجميد الأصول الصادر بحق القذافي والمقربين منه "الى ان يتم جلاء الحقيقة". والرسالة المؤرخة في الثاني من مارس/آذار أرسلها الى مجلس الامن موسى محمد كوسا رئيس اللجنة الشعبية الليبية للعلاقات الخارجية. وهذا هو أول رد فعل يصدر عن النظام الليبي تجاه الأمم المتحدة.

هذا وأفاد ناشط حقوقي من مدينة الزاوية الليبية غربي طرابلس أن المدينة شهدت بعد صلاة الجمعة مجازر نفذها كتائب القذافي، وصفها الناشط بأنها أشبه بمجازر مخيمي صبرا وشاتيلا اللبنانيين، وقال أن عناصر أمن القذافي ضربوا المواطنين والثوار بقنابل مدفعية تستخدم ضد الدبابات، وأسلحة ثقيلة أخرى.
وأضاف الناشط أنه يجري حفر قبور لأكثر من 50 شخصا قتلوا اليوم في الزاوية وسيتم دفنهم في ميدان الشهداء، بينما تعجز المستشفيات عن استقبال الجرحى الذين تجاوز عددهم الـ 600 جريح. ووجه أهالي ليبيا نداء لأهالي المدينة بأن يسرعوا إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين وانقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى بحالات حرجة
"في الوقت ذاته يشهد الشرق الليبيمواجهات عسكرية وقصف بالطائرات هزمت خلالها قوات أمن القذافي وتمكن الثوار من السيطرة على مدينة العقيلة غربي البريقة التي استردها الثوار يوم أمس بعد معارك مع كتائب أمن القذافي، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى. وقال الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في خطبة الجمعة اليوم أن الثورة في ليبيا ستنتصر، بالرغم من كل الوسائل القتالية التي يضرب بها القذافي.
وفي وقت سابق جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، دعوته لمعمر القذافي بالاستقالة، يستعدّ الثوار لحركة اعتصام جماعية في ساحات المساجد، وفي الوقت الذي عرض فيه الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إرسال بعثة سلام دولية إلى ليبيا، أعلن أعلن مصطفى الغرياني، المتحدث باسم المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة في شرق ليبيا، أن المعارضة ترفض بشكل قاطع عرض تشافيز، مؤكداً رفض المعارضة الليبية الدخول في مفاوضات لإنهاء الأزمة التي تمر بها ليبيا ما لم يتنح الزعيم الليبي معمر القذافي ويغادر إلى المنفى.
وقال الغرياني من بنغازي: "لن نقبل أبداً بالتفاوض مع أي كان على دماء شعبنا. الشيء الوحيد الذي يمكن أن نتفاوض بشأنه مع تشافيز هو رحيل القذافي إلى فنزويلا". وأضاف "بعدها سنطالبه بتسليمنا القذافي لتقديمه إلى العدالة".
يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه جموع الثوار لحركة اعتصام جماعية في ساحات المساجد وأمامها من دون مغادرتها فيما أطلقوا عليه "يوم الحشود". وفي سياق التطورات الميدانية، أفادت مصادر المعارضة للعربية أن قوات القذافي قصفت مبنى شركة نفطية في البريقة بجوار المطار المدني.
وقالت صحيفة ليبيا إن كتيبة سحبان التابعة للقذافي انسحبت من مدينة غريان بالكامل. كما تحدثت الصحيفة عن حملة اعتقالات واسعة للمدنيين في سوق الجمعة، مشيرة إلى إلقاء الثوار القبض على سيارتين بهما مرتزقة في أطراف مدينة نالوت.
ملاحظة: الصور نقلا عن "GETTY IMAGES".