قامت الدفاعات الأرضية التابعة للثوار بالتصدي للهجمات الجوية التي شنتها طائرات كتائب أمن القذافي، التي تحاول شن هجمات متتالية في محاولة لاستعادة رأس لانوف النفطية، التي يسيطر عليها الثوار الذين تصدوا ببسالة لكل محاولات القصف بالطائرات.
من جهة أخرى تشهد مدينة الزاوية غربي طرابلس قصفا مكثفا وعنيفا بالدبابات التابعة لكتائب القذافي، في حين يبدي الثوار في الزاوية شجاعة وصفها البعض بأنها غير مسبوقة، في دحر الدبابات والمعدات الثقيلة على أنواعها، ووصف المحللون والخبراء العسكريون، أن الزاوية كانت على مر التاريخ المدينة الأكثر صمودا والأكثر شجاعة وتضحية، في المعارك والحروب الماضية.
ليبيا ستتحول إلى صومال المتوسط

وكانت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قد شنت هجمات مضادة ضد بلدات واقعة تحت سيطرة المحتجين مما يزيد المخاوف من أن ليبيا تتجه صوب حرب أهلية على عكس الثورتين الشعبيتين اللتين شهدتهما تونس ومصر. وقدرة قوات القذافي على استعادة نشاطها في وجه المعارضة المسلحة التي بدأت بمنتصف فبراير/ شباط وقدرتها على شن هجمات مضادة أثارت احتمال أن تكون ليبيا المصدرة للنفط تتجه صوب صراع طويل.
من جهة أخرى، طالب بان جي مون الامين العام للامم المتحدة بانهاء الهجمات "العشوائية" ضد المدنيين في ليبيا وحذر طرابلس من ان اي شخص يخرق القانون الدولي سيحاكم.
حتى الآن لم تعترف اياً من الدول الكبرى بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، الا ان الامين العام للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، إبراهيم عبد العزيز صهد، قال إن لديه معلومات تشير إلى أن دولاً غربية كبرى ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي خلال الساعات القادمة، بينها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، كما لمّح إلى أن تطورات سياسية وعسكرية قد تظهر قريباً. وأضاف صهد في اتصال مع قناة "العربية" أن المجلس حظي باعتراف كل المدن الليبية المحررة والقوى الوطنية الليبية في الخارج. وفي حديث لـ"لعربية" أكد عبد الفتاح يونس وزير الداخلية الليبي السابق أن المحتجين باتوا يسيطرون على ما يقارب من 90% من إجمالي المناطق الليبية، وأضاف يونس أن القتال في طرابلس بات على مشارف معسكر العزيزية، وأن النظام الليبي سيسقط خلال أيام معدودة.
بالمقابل، جدد سيف الإسلام نجل القذافي قوله إن والده لن يرحل عن حكم ليبيا منتقدا في الوقت ذاته تغيّر موقف الأسرة الدولية حيال القذافي، قائلا إن أي نظام سياسي عندما يكون قويا ومتينا يقابل باحترام الجميع، ولكن ما ان يضعف يقال له وداعا.
وكرر تحذيرات سابقة أطلقها هو ووالده من أن ليبيا ستتحول إلى صومال المتوسط إذا لم يسارع الأوروبيون إلى مساعدة النظام الليبي لاستعادة سيطرته على زمام الأمور. وأوضح سيف الإسلام في حديث للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي أن ميليشيات مسلحة حقيقية توجد في بلاده، مضيفا أن كل الليبيين سيقاتلون حتى الموت من أجل ليبيا حسب تعبيره.
وفي نداء عاجل طالبت الأمم المتحدة بالتمكن من الوصول إلى ضحايا القصف الذي تشنه قوات القذافي على مدينة مصراتة التي تبعد 150 كيلومترا شرق طرابلس. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" طرابلس بإنهاء الهجمات العشوائية ضد المدنيين في ليبيا، وحذر طرابلس من أن أي شخص يخرق القانون الدولي سيتم تقديمه للمحاكمة.
وذكر بيان المكتب الصحفي لبان كي مون أن الأمين العام للأمم المتحدة تحدث مع موسى كوسا وزير ِخارجية ليبيا وأبلغه بأنه يتعين على ليبيا تعزيزُ مسؤوليتها في حماية مواطنيها والاصغاء للطموحات المشروعة للشعب الليبي. واتفق بان كي مون وكوسا على أن ترسل الأمم المتحدة فورا فريقا إلى طرابلس لتقييم الوضع الانساني في ليبيا. وأضاف البيان أن الامين العام للأمم المتحدة عيّن عبد الإله الخطيب وزير الخارجية الأردني السابق مبعوثا خاصا له لليبيا لمباشرة المشاورات العاجلة بشأن الوضع الانساني.










ملاحظة: الصور نقلا عن "Getty Images"!