مسلسلات رمضان
هدى "الشناقة".. الاكثر كرها بعد القذافي في ليبيا!!
11/03/2011

قد يكون الزعيم الليبي معمر القذافي يحتل المرتبة الاولى بين الاشخاص المكروهين والمذمومين في ليبيا اليوم، وتليه في المرتبة الثانية هدى الملقبة بالـ"شناقة". بحيث أتاحت الانتفاضة الليبية للشعب الليبي استهداف وحرق ونهب منزل المرأة الأكثر كرهاً ومهابة في ليبيا، هدى بن عامر، المرأة المقربة من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.

هدى

هدى الشناقة!!

دخلت هذه المرأة التاريخ عام، 1984 عندما أعدم العقيد معمر القذافي اول معارض سياسي له في استاد "الباسكتبول" بمدينة بنغازي، ففي ذلك اليوم جلبت السلطات الليبية آلافاً من الطلبة قسراً من مدارسهم لمشاهدة هذا الحدث، الذي يعكس الجانب السادي من عدالة نظام القذافي، واعتقد الطلبة بأنهم سيشاهدون محاكمة حقيقية لأحد معارضي القذافي، إلا أنهم رأوا بدلاً من ذلك مشنقة تُنصب ورجلاً يجثو على ركبتيه باكياً مقيد اليدين من الخلف منادياً على والدته، وأسرع شابان يتحليان بالشجاعة نحو القضاة الثوريين، طالبين منهم الرحمة للرجل، وجاءت اللحظة الحاسمة عندما تدلى جسد الرجل من حبل المشنقة، وبدا يركل بقدميه ويتلوى، لتسرع نحوه امرأة شابة ذات ملامح صارمة لتمسك برجليه بقوة وتثبتهما الى أن خمدت حركته وخرجت روحه.

في ما بعد أدرك الجميع الدافع الذي حدا بتلك المرأة القيام بذلك، فقد كانت تعلم ان القذافي يشاهدها مباشرة من خلال التلفزيون، وأنه يحب ويقرب منه الأشخاص عديمي الرحمة، ولهذا السبب قربها القذافي منه لتنال بسرعة البرق اعلى المناصب في الدولة. وكانت تلك الحادثة هي التي صنعت المكانة التي تتولاها هدى حالياً. ويروي رجل الاعمال ابراهيم الشويهدي البالغ من العمر 47 عاماً، أن من تم شنقه في ذلك اليوم هو ابن عمه مهندس الطيران، الصادق حامد الشويهدي، الذي كان يبلغ من العمر 30 عاماً، والذي كان قد عاد من اميركا قبل ثلاثة اشهر بعد اكمال دراسته هناك، وبدا من فوره تشكيل حملات معارضة لحكم العقيد القذافي. أما المرأة التي ادهشت ليبيا بفعلها ذاك فقد كانت واحدة من الشباب الموالي للقذافي، وهي التي اصبحت الآن واحدة من اثرى وأشهر نساء ليبيا، وأكثرهن كرهاً، وأصبحت المرأة المقربة اكثر لديه، حيث تولت مرتين عمودية مدينة بنغازي.

هدى

يحب ويقرب منه الأشخاص عديمي الرحمة

لكنها هربت من المدينة مع ظهور اول موجة من موجات الانتفاضة هناك، تاركة وراءها قصراً منيفاً تعرض للحرق والاتلاف فيما بعد، لكنها لاتزال موالية للقذافي. شاهدها الجمهور في التلفزيون واقفة بجانبه خلال خطابه في طرابلس أخيراً.

كانت المرأة الأكثر كرهاً في بنغازي، وأطلق عليها الليبيون بعد موقفها من الرجل المشنوق لقب "هدى الشناقة". ويصف الشويهدي ابن عمه المشنوق بأنه "رجل هادئ وديع يحبه الجميع"، ويضيف: "عندما عاد الصادق من اميركا عمل مهندساً في المطار، لكنه لم يكن راضياً عما يراه في ليبيا، وكان يريد الحرية ولهذا السبب انضم الى مجموعة من الشباب تعارض القذافي من دون عنف". ويروي الشويهدي ان الشرطة السرية اقتادت يوماً الصادق من منزله الساعة الثالثة صباحاً، وبعد اشهر قليلة تم شنقه علناً. وكان اول اعدام علني في ليبيا، حيث درج النظام من قبل على اعدام معارضيه سراً رمياً بالرصاص، وحدثت في ما بعد اعدامات علنية كثيرة في الاستاد نفسه. ولم تستطع عائلة الصادق تسلّم جثة ابنها، وعندما نظمت عائلته مأتماً لتلقي العزاء في ابنها جاءت الشرطة، وأطلقت طلقات في الهواء لتفريق المعزين. وعانى الكثير من اقرباء الصادق في الحصول على وظيفة كريمة في حكومة القذافي. وفي المقابل اثرت هدى وأصبحت عضواً قيادياً في اللجان الثورية.

هدى

المتظاهرين في بنغازي

ولدت هدى في مدينة المرج الصغيرة الواقعة شرق بنغازي، ودرست في جامعة غاريونس احدى افضل الجامعات الليبية. وكانت قبل اعدام الصادق فتاة مغمورة تعيش مع اسرتها في منزل حقير من غرفتين في بنغازي. وفي ما بعد عاشت عائلتها في منزل فخم كبير في اشهر المناطق ببنغازي يطل على البحر الابيض المتوسط، واستطاعت ان تقتني العديد من المنازل والسيارات الفاخرة وتتمتع بنمط حياة راقٍ وتسافر للدول الاجنبية. ويعتقد اعداؤها أنها اختلست ملايين الدولارات خلال توليها عمودية بنغازي لفترتين متتاليتين، ومازالت على رأس عملها عمدة للمدينة عندما تفجرت الانتفاضة. ويكرهها الشعب الليبي كرهاً شديداً لدرجة انهم اشعلوا النار في منزلها ثلاث مرات خلال الاسبوعين الماضيين، كما كتبوا شعارات مناهضة لها على جدران المدينة. جار لها، اسمه، ابراهيم حسن الجروشي، يقول إنها لم تكن تتحدث إلى أي من جيرانها، "فقد كانت شيطاناً في هيئة امرأة، وكانت دائماً تسير واضعة مسدساً في حزامها، ولم تكن تخفي احتقارها لمدينة بنغازي، المدينة التي يكرهها القذافي نفسه". وعبرت عن ذلك في خطاب لها عندما قالت: "لا يوجد رجال حقيقيون في بنغازي، وإن هدى بن عامر هي الرجل الحقيقي في بنغازي". أحد االليبيين شكا لها قبل عامين تفشي البطالة وارتفاع الأسعار فردت عليه لا مبالية: "ماذا افعل، كل شيء يتقرر من أعلى".

imagebank - AFP