لا شك أن من يراقب الأحداث يدرك بشكل لا يقبل التأويل بأن اسرائيل تحسب حسابا للمقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، أكثر من الدول العربية المجاورة كافة، وأن تعاظم قوته تقض مضاجع أجهزة أمنها ومخابراتها وجبهتها الداخلية معا. وقد ذكر موقع الجيش الإسرائيلي يوم أمس الأول الاثنين انه "بعد حرب لبنان الثانية، (حزيران 2006) رمّم حزب الله اللبناني قوته، بدعم كل من إيران وسوريا"، مشيراً إلى انه "رغم الحرب الإسرائيلية عام 2006، ورغم الردع الذي تجسّد هدوءاً لا سابق له على الحدود الشمالية، انشغل حزب الله في الأعوام الأخيرة بمبنى قوّته وتعزيز قدراته العسكرية، وتبيّن نجاح النظرية العملانية التي ترتكز على نيران منحنية المسار، التي تطلق إلى عمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية، من هنا استمرار جهود حزب الله الحثيثة للتسلح بكميات هائلة من الصواريخ والقذائف الصاروخية".

يملك حزب الله تشكيلة
واسعة من المنظومات القتالية
ولفت الموقع وفق تقديرات مختلفة إلى "أن حزب الله يمتلك ما يفوق الـ40 ألف قذيفة صاروخية وصاروخ، أي ثلاثة أضعاف ونصف عدد الصواريخ التي كان يمتلكها في حرب لبنان الثانية"، معتبراً أن "هذا التقدم تجسد ليس بكميات الوسائل القتالية فحسب إنما أيضاً بنوعيتها"، مشيراً إلى أن "التشكيل الصاروخي لدى حزب الله طوّر مدى إصابته للهدف، ويمكن القول إنّ معظم المناطق الإسرائيلية المأهولة حالياً تقع تحت تهديد صواريخ حزب الله".
وزعم الموقع إن "قوّة حزب الله تعتمد على تهريب الوسائل القتالية التي تُنقل من سوريا، فالأخيرة تزوّد حزب الله بكميات كبيرة من الوسائل القتالية المتقدمة، مثل: صواريخ كتف، مدافع مضادة للطائرات، صواريخ مضادة للدبابات متقدمة (على شاكلة ميلان، باغوت، ماتيس، كورنيت) وصواريخ ارض-بحر".
من ناحية الوسائل القتالية، وبحسب الموقع نفسه، "يملك حزب الله تشكيلة واسعة من المنظومات القتالية، التي تتضمّن صواريخ مضادة للدبابات، مدافع هاون، صواريخ كاتيوشا ومنظومات لإطلاق قذائف صاروخية بعيدة المدى، وبالرغم من تواجد قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة ونشاطها، زاد حزب الله عمق سيطرته على جنوب الليطاني، انتقل مركز الثقل لدى حزب الله من المناطق المفتوحة إلى القرى، وبات الآلاف من مقاتليه ينتشرون فيها بتمويه مدني، مزودين بآلاف الصواريخ والراجمات المُعدة للإطلاق".
imagebank - AFP