أن تخرج من صلاتك من المسجد ولا تجد حذائك في المكان الذي وضعته به، أمر محرج للغاية، وبالتأكيد لا أحد يحبّذه، ولذلك تمّ تشكيل مجموعة من الأطفال والذي يحرسون الأحذية عند أبواب مساجد صامطة في السعودية، وأطلقوا عبارة: "اخشع في صلاتك ونحن نحرس حذاءك"!

أحد الأطفال الذين يحرسون الأحذية

هذه المجموعة من الأطفال، تقول أن عملهم هذا أفضل بكثير من التسوّل، وأن الحاجة لهذا العمل نابع كذلك، من انتشار سرقة الأحدية من على أبوا المساجد، إلا أن المطّلعون على بواطن الأمور يقولون: إن هذا الأسلوب الذي يتبعه هؤلاء الصغار يحمل بصمة عصابات تشغيل الأطفال، وهو يجمع ما بين استدرار عواطف المصلين وما بين تخويفهم من فقدان أحذيتهم حال خروجهم من الصلاة، فالخروج من باحة المسجد وقد سرق الحذاء أمر لا يحبذه أحد. الأسعار في متناول الجميع، وهي ريال واحد عن كل فرض من الفروض الخمسة، وريالان عن صلاة الجمعة، وهي بالتأكيد وسيلة تكسب مجزية ومدرة للربح وأفضل كثيراً من دفع الأطفال إلى التسول.

وقد تنامت أخبار هذه الطريقة الجديدة في تشغيل الأطفال مخالفي الإقامة وتم رصدها، ففي أحد المساجد الكبيرة في محافظة صامطة وقف اثنان من الأطفال يقول أحدهما ويدعى هاني أحمد (12 عاماً) إنه: "بدلاً من التسول فنحن نقوم بهذا العمل وذلك لوجود أعداد كبيرة من المصلين الذين نعرض عليهم هذه الخدمة ونلاحظ إقبال الكثيرين على خدماتنا خاصة مع تزايد عمليات سرقة الأحذية من المساجد".

وعن الدخل اليومي لهما يقول: إنه "مستور وقد يصل إلى ما بين 10 إلى 30 ريالاً فقط في اليوم، وخاصة بين صلاتي المغرب والعشاء، وذلك في الأيام العادية، وأما في يوم الجمعة فقد يصل الدخل إلى 100 ريال مع كثرة المصلين حيث يتم رفع سعر حراسة الحذاء إلى ريالين".

يقول أخوه في الجانب الآخر من باب المسجد محمد أحمد (11 سنة) "كثيرون يبحثون عنا مع كثرة سرقة أحذيتهم، ونحن لا نقوم بحراسة الأحذية فقط، بل نقوم بتلميع أحذية المصلين وتنظيفها لهم مجاناً". هذا وقد أجمع عدد من المصلين الذين يتعاملون مع هؤلاء الصبية للوطن، على أن سرقة الأحذية من المساجد ظاهرة انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، وهو ما يجبرهم على التعامل مع هؤلاء الصبية.

ملاحظة: الصور للتوضح فقط!