مسلسلات رمضان
حرية رأي!! جهاز الأمن الاردني كتب مقالات الصحف وخطب الجمعة
25/03/2011

اعترافات لا يقل وقعها عن زلزال تسونامي أو قنبلة نووية كشفت عنها نقابة الصحافيين في الأردن.. فحالة شفافية مغرقة في الطرافة والجرأة اجتاحت نخبة من رموز الرعيل الأول في الصحافة الأردنية، على هامش اجتماع تشاوري نظمه شباب الجسم النقابي تحت عنوان التجهيز للتغيير في النقابة، أمام كاميرا فضائية نورمينا الخاصة الوحيدة التي سجلت ووثقت اللقاء، استلم المايكروفون نقيب الصحافيين الأسبق راكان المجالي ليدلي باعتراف نادر: نقابة الصحافيين كانت تدار دوما عبر جهاز المخابرات العامة في الماضي.

حرية رأي!! جهاز الأمن الاردني كتب مقالات الصحف وخطب الجمعة صورة رقم 1

المقالات كانت تأتي
على سيديات مكتوبة وجاهزة

بعد المجالي تقدم للمنصة الصحافي المخضرم خالد محادين، وأمام نفس الكاميرا مسجلا الملاحظة الأخطر: المقالات كانت تأتي على سيديات (يقصد أقراص) مكتوبة وجاهزة لكي تنشر باسم بعض الكتاب في اليوم التالي.طبعا محادين لا يقصد هنا وزارة الأوقاف، فالأخيرة توزع أوراقا مماثلة على خطباء المساجد، لكن الطرافة تجلت مع التصحيح الفني الذي تقدم به الصحافي العتيق عمر عبنده حيث قال: لابد من تصحيح معلومة، فالمقالات كانت تأتي جاهزة ومطبوعة في الماضي وليس على أقراص، وبعض زملائنا الكتاب من الذين يهاجمون الأجهزة الأمنية اليوم كانوا يتسابقون لوضع اسمائهم عليها مقابل خمسة دنانير... طبعا وسط نحو 300 صحافي حضروا اللقاء لم يضحك أحد، فالجميع يعرف هذه الحقائق ضمنيا عما كان يحصل في الماضي بعدما توقف منذ فترة قصيرة.

الأهم أن الصحافة الأردنية تشهد هذه الأيام حديثا متواصلا عن تدخلات الأجهزة الأمنية وقمعها للحريات، وكأن البعض يسعى لتبرئة الذمة وتفسير العجز بأثر رجعي، علما بأن الأجهزة الأمنية بالعادة تملأ الفراغ وبأن رجل الأمن سينصرف لعمل آخر لو لم يجد متطوعين من الصحافيين يعرضون صدورهم وخدماتهم، فقد استمعت شخصيا لرجال أمن يتذمرون من إلحاح بعض الصحافيين على التنسيق معهم والتحريض على زملائهم.

وللعدالة والإنصاف، لا يقتصر الأمر على الأجيال السابقة من حرس المهنة القدماء الذين يتقدمون باعترافات مثيرة عن الماضي حاليا، فالمخبر المتطوع ظاهرة اجتماعية حتى في أوساط بعض الصحافيين الشباب وهذه مسألة تناسب دوما رجل الأمن، خصوصا ان الحسد والنميمة (فضيلة) أساسية في الوسط الإعلامي الأردني تسبق حتى المهنية والإبداع او تحل مكانهما في غالب الأحيان.وفي السياق ثمة قصة طريفة تتسلى بها مجالس الصحافيين الأردنيين مختصرها الآتي: سهر بعض الشباب حتى الصباح وشربوا ما تيسر من الأقداح، وقال أحدهم وهو في حالة زهزهة كلاما من الطراز الثقيل...في الصباح الباكر وقبل بدء الدوام الرسمي توجه صاحبنا تلقائيا لمقر الجهاز الأمني وأبلغ المسؤولين حرفيا بما ورد على لسانه في الليلة السابقة وتقدم باعتراف كامل، وعندما سأله الضابط : لماذا تفعل ذلك؟ .. أجاب: أردت أن لا يسبقني أحد في تقديم المعلومة، خصوصا من أولاد الحرام الذين سهرت معهم.

ملاحظة: الصورة في الخارج للتوضيح فقط!

a