مسلسلات رمضان
الرؤساء العرب أدوا مناسك الحج أو العمرة ما عدا القذافي، فما السبب؟
27/03/2011

عندما قام الفنان المصري تامر حسني بأداء مناسك الحج في الموسم الماضي، تم اتهامه من قبل البعض باستغلال تلك الفريضة (التي فرضها الله عز وجل على المسلمين)، في سبيل الشهرة أو التقرب من أكبر عدد من المعجبين، وإن كان الأمر كذلك بالنسبة لفنان، فهو أكبر بكثير بالنسبة لرؤساء الدول، حيث تسلّط الأضواء عليهم في حال صلى أحدهم في أحد المساجد، أو عندما يتوجّه أحد منهم إلى الأراضي المقدّسة لأداء مناسك العمرة أو الحج، مع العلم – وبغضّ النظر- عن نوايا كل حاج أو معتمر أكان إنسان بسيطا، فنانا أو رئيسا، فهذه الفريضة إنما تبقى بين الإنسان وخالقه، فما من أحد يستطيع أن يكفّر آخرا، أو أن يحكم على درجة ايمانه، فالإيمان بالقلب، والقلب لا يعرفه سوى صاحبه!

الرؤساء العرب أدوا مناسك الحج أو العمرة ما عدا القذافي، فما السبب؟ صورة رقم 1

طالب بسحب تنظيم الحج من
السعودية والتداول على الموسم بين
مختلف الدول الاسلامية

وباعتبار أننا نتحدث عن مناسك الحج والعمرة، وفي ظل تسليط الضوء على رؤساء الدول العربية مع بدء الثورات التي تشهدها بلاد الشرق الأوسط، فإن سؤالا معينا يبرز في محاولة بعض الثائرين على الثوار ترسيبه بين صفوف الشعوب، وهو "الثائرون هم من أخطأوا في حقّ زعمائهم؟"، وقد نجح الثائرون على الثوار نسبيا في ربط بعد الثورات بالرغبة الأمريكية وحتى الإسرائيلية في نسف ما سموه استقرار ونهضة الدول العربية، إلى درجة أن القنوات الليبية الرسمية، صارت لا تتوقف عن ذكر ما تسميه بإيمان معمر القذافي وتصفه بحافظ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأكبر مدافع عن الدين الإسلامي، كما لقب الإعلام اليمني ولأول مرة رئيسه علي عبد الله صالح بالرجل المؤمن، وكان الإعلام التونسي في الشهقات الأخيرة لزين العابدين بن علي يقدم لقطات من سفريته إلى البقاع المقدسة رفقة السيدة ليلى طرابلسي.

أما رحلة الرئيس اليمني عام 2004 برا إلى البقاع المقدسة فصارت ملحمة لا يتوانى أتباعه عن التحدث عنها رغم مرور سبع سنوات كاملة عنها.. وأعطوها أبعادا روحية واجتماعية وسياسية حيث قالوا إن رحلته برا مكنته من اكتشاف مخاطر الحوثيين في بعض القرى عندما لاحظ في أحد المساجد الخطاب الشيعي هو السائد فحذر من المد الشيعي في بلاده وبدأ عمله الاستخباراتي لكبحه. أما الرئيس التونسي الهارب فقد اصطحب زوجته وعائلته وأصهاره وأدوا جميعا مناسك العمرة ويقال إنه اعتمر كما اعتمر حسني مبارك بعد طردهما من الحكم وهو ما جعل المدافعين عن نظرية المؤامرة الأجنبية على الزعماء العرب يقولون إن الزعماء متمسكون بالإيمان في الحالتين أي في السراء وفي الضراء.

يبقى اللغز الأكبر هو الزعيم معمر القذافي الذي قارب سنه السبعين ومع ذلك لم يؤد لا مناسك العمرة ولا فريضة الحج رغم شرط الاستطاعة وهو ما جعل منتقديه يقولون إن سبب ذلك يعود إما لعدم تمكنه من اصطحاب حارساته الخصوصيات أو الممرضة الأوكرانية، ولكن لمعمر القذافي منذ السبعينات وجهة نظر سياسية بعد أن طالب بسحب تنظيم فريضة الحج من المملكة العربية السعودية ومنحها لمنظمة إسلامية والتداول على الموسم بين مختلف الدول الاسلامية، وصار بعد ذلك زيارته للبقاع المقدسة هو اعتراف بالتنظيم السعودي للشعيرة الخامسة في الإسلام.

وإذا كان التاريخ يشهد أن جمال عبد الناصر قد اعتمر رفقة أنور السادات الذي كان يعتمر بشكل دائم وحج أكثر من عشر مرات ولُقّب بالرئيس المؤمن، فإن حسني مبارك اعتمر في ذات السنة التي خلف فيها أنور السادات عام 1981 ثم تكررت زياراته للبقاع المقدسة رفقة زوجته سوزان وابنيه جمال وعلاء، أما توجه زين العابدين مع عائلته إلى البيت الحرام فكان ردا على الإسلاميين الذين انتقدوا إبقائه على التشديد على ارتداء الحجاب الذي ورثه عن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي كان يقول إن الحجاب زي طائفي. يبقى الحساب في كل الأحوال بيد خالق الأكوان.

الرؤساء العرب أدوا مناسك الحج أو العمرة ما عدا القذافي، فما السبب؟ صورة رقم 2
الرئيس اليمني

الرؤساء العرب أدوا مناسك الحج أو العمرة ما عدا القذافي، فما السبب؟ صورة رقم 3
السادات، الملك فهد وجمال عبد الناصر

الرؤساء العرب أدوا مناسك الحج أو العمرة ما عدا القذافي، فما السبب؟ صورة رقم 4
حسني مبارك

الرؤساء العرب أدوا مناسك الحج أو العمرة ما عدا القذافي، فما السبب؟ صورة رقم 5
زين العابدين وزوجته وعائلتهما

صورة القذافي: imagebank – AFP