مسلسلات رمضان
اسرائيل: رأفت الهجان كان عميلا مزدوجا لاسرائيل ومصر!!
04/04/2011

اذا كانت مصر لا تزال حتى اليوم تفاخر بعميلها المعروف باسم رأفت الهجان بأنه ربما الوحيد الذي استطاع ان يخترق امن اسرائيل، فعلى العرب ان يتخيلوا كم "رأفت الهجان" يوجد لاسرائيل في الدول العربية، ولا بد ان الجميع يذكرون المدعو ايلي ليفي العميل الاسرائيلي الذي تبوأ مناصب مرموقة جدا في النظام السوري.

اسرائيل: رأفت الهجان كان عميلا مزدوجا لاسرائيل ومصر!! صورة رقم 1

رأفت الهجان.. عميلا مزدوجا؟!

فقد أثار التقرير الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أخيرا ـ عن ان الجاسوس المصري رفعت الجمال المعروف شعبيا باسم رأفت الهجان كان عميلا مزدوجا ـ ردود أفعال متباينة، فيما اختلف خبراء ومتابعون للشأن الإسرائيلي حول تفسير إعادة الحديث في هذا الموضوع في الوقت الحالي، لاسيما بعد مرور 30 عاما على وفاته متفقين على انها أقوال مرسلة.

ففي الوقت الذي ينشغل فيه السياسيون المصريون بالأوضاع الداخلية والشأن الداخلي المصري بعد تنحي مبارك عن الحكم وتكليف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد، أطلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بتقرير موسع حول الجاسوس المصري الأشهر رفعت الجمال المعروف باسم رأفت الهجان، والذي سبق ان قدمت قصته في مسلسل تلفزيوني قام ببطولته الفنان محمود عبدالعزيز، وحقق نجاحا كبيرا خلال العقد الأخير من القرن الماضي.

رفعت الجمال أو رأفت الهجان، كما هو معروف شعبيا في مصر، يعد واحدا من أشهر الجواسيس المصريين في إسرائيل نظرا للمدة الطويلة التي عملها في إسرائيل لمصلحة المخابرات المصرية، التي وصلت الى 17 عاما تحت اسم جاك بيتون، حيث أقام شركة سياحة في إسرائيل، تمكن خلالها من تكوين العديد من الصداقات في المجتمع الإسرائيلي ومع كبار الشخصيات، فضلا عما ذكرته المخابرات المصرية من دوره البارز في تزويدها بمعلومات مهمة وحيوية عن خط بارليف قبل حرب 1973 المجيدة.

ووفقا للرواية المصرية، فإن الهجان سافر الى إسرائيل خلال حرب 1956 واستمر هناك حتى عام 1973، وقد سافر بالتعاون مع المخابرات المصرية، واستمر في تزويدها بالمعلومات على مدار كل هذه الأعوام من دون ان ينكشف أمره، بل زادت شبكة علاقاته وتوسعت بطريقة كبيرة.

اسرائيل: رأفت الهجان كان عميلا مزدوجا لاسرائيل ومصر!! صورة رقم 2

أشرف مروان.. يحكى أنه كان
عميلا مزدوجا بين الحين والآخر

ورغم انقضاء نحو 30 عاما على وفاة الجمال، الذي وافته المنية في يناير من عام 1982، الا ان صحيفة هآرتس الإسرائيلية تذكرت الهجان مجددا في تقرير نشرته أخيرا، أكدت فيه ان المخابرات الإسرائيلية نجحت في اكتشاف تجسس الهجان عليها، وقامت بتجنيده لتستخدمه في تضليل الاستخبارات المصرية، حيث قدم معلومات كاذبة، كان لها دور حاسم في نجاح الضربة الجوية التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي في الساعات الأولى من حرب 1967، والتي هزم فيها الجيش المصري واضطر الى الانسحاب الكامل من شبه جزيرة سيناء.

من جهته، قال د.عماد جاد الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في إفادة لـ "إيلاف" ان الحديث عن الهجان ليست له علاقة بالخوف الإسرائيلي من توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل بعد سقوط نظام مبارك، الذي كان حليفا لهم، لاسيما في ظل عدم معرفتهم بتوجهات النظام الذي سيأتي للحكم وطبيعة علاقته معهم وغموض توجهات النظام الجديد، مشيرا الى ان الأمر لا يتعدى كونه حلقة جديدة من حلقات الجدل الدائر حول العملاء بين البلدين مثل أشرف مروان، الذي يحكى انه كان عميلا مزدوجا بين الحين والآخر.

وأكد ان إثارة الموضوع الآن ليست له دلالة سياسية بقدر ما يعني إثارة داخلية لملف الجواسيس بين مصر وإسرائيل في الحلقات النقاشية التي تعقد هناك، لافتا الى ان إثارة هذا الملف أمر متكرر يحدث بين الحين والآخر ولا ينظر إليه بعين الاهتمام لأنه قضية جدلية.

اسرائيل: رأفت الهجان كان عميلا مزدوجا لاسرائيل ومصر!! صورة رقم 3

محمد بسيوني.. سفر مصر السابق
في اسرائيل

واعتبرت الكاتبة الصحافية المهتمة بالشأن الإسرائيلي فريدة النقاش في حديثها لـ "إيلاف" ان طرح القضية في الوقت الحالي راجع الى حرب نفسية تحاول أجهزة المخابرات الإسرائيلية شنها على الشعب المصري، بعدما أعادت له ثورة 25 يناير كرامته وإحساسه بذاته وجعلته يشعر بالقوة والفخر بجنسيته.

ولفتت الى ان "الموساد" اعتاد تصوير نفسه في وسائل الإعلام باعتباره جهاز المخابرات الأقوى عالميا الذي لا يُقهر ولا يمكن اختراقه من خلال تلفيق قصص وأكاذيب واهية، موضحة ان كل الدلائل والوثائق المتوافرة حتى الآن في قضية الهجان تشير الى ولائه وإخلاصه للمخابرات المصرية.

وأوضحت النقاش ان كل ما تردده المخابرات الإسرائيلية حول الهجان وأشرف مروان يظل في خانة الاتهامات المرسلة غير المثبتة بأي وثائق، مشددة على ان أكاذيب الموساد تأتي دائما لرغبته في عدم الاعتراف بالفشل في أي مهمة والتأكيد دائما على انه جهاز لا يمكن اختراقه.

وقد اتفق معها في الرأي السفير محمد بسيوني سفير مصر السابق في إسرائيل، مشيرا الى ان اي جهاز مخابرات في العالم يرفض الاعتراف بأنه تم اختراقه من جهاز دولة أخرى، مؤكدا في الوقت نفسه ان مصر لديها كل الدلائل والحقائق التي تثبت ان رأفت الهجان أدى أداء حسنا، وقام بتقديم العديد من المعلومات المهمة والخدمات الجليلة للمخابرات المصرية.

وعن توقيت إعادة طرح القضية رغم مرور فترة زمنية طويلة على القضية، قال بسيوني ان كل الاحتمالات واردة من قبل الجانب الإسرائيلي، مؤكدا ان الأهم من توقيت الطرح هو ثقتنا في واحد من أبناء مصر الشرفاء.