سرب موقع "ويكيليكس" برقية دبلوماسية أميركية، يعود تاريخها إلى يونيو/حزيران 2005، جاء فيها ان رئيس الموساد الإسرائيلي "مئير داغان" قال: إن الرئيس السوري بشار الأسد ضعيف جدا والدول المحيطة بسوريا تفضل أن يبقى في السلطة ولو كان ضعيفا.

الرئيس السوري بشار الأسد ضعيف جدا
والبرقية تقول: إن جل اهتمام النخبة السياسية السورية هو بقاء السلطة بيد العلويين، كما تفيد البرقية بوجود قوى ليبرالية سورية في الداخل أصبحت مستعدة لركوب الخطر والخروج بمظاهرات ضد نظام الأسد. كما تطرق داغان إلى إيران وتوقع إعادة انتخاب هاشمي رفسنجاني. كما توقع أن تستمر إيران بالدفع نحو سلطة شيعية أكبر في العراق من خلال الانتخابات. وفي ما يتعلق بحزب الله والفصائل الفلسطينية، رأى داغان أن إيران تدعمهم وتستخدمهم بنفس الوقت.
البرقية صادرة من السفارة الإسرائيلية في تل أبيب وكتبها السفير الأميركي دانييل كًرتزر، وفيما يلي نصها:
بشار الأسد ضعيف في اجتماع مع الأمين العام المساعد لشؤون الشرق الأدنى (في وزارة الخارجية الأميركية) ديفد ويلش، وإليوت أبرامز نائب مستشار الأمن القومي الأميركي والسفير كَرتزر في 17 يونيو/حزيران 2005، قال مير داغان رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) إن الرئيس السوري بشار الأسد ضعيف جدا.
ورغم أنه (الأسد) قد وفّر مناخا وصفه داغان بأنه "تغيير سياسي دراماتيكي" بعد مؤتمر حزب البعث السوري الذي عقد مؤخرا فإنه أصبح من الواضح "لا شيء سيتغير في سوريا". وبعد قوله ذلك، أكمل داغان قائلا إن هناك اليوم قوى ليبرالية في سوريا مستعدة للمجازفة بالخروج بمظاهرات معادية للحكومة. كما قال داغان إن محاولات إزاحة الحرس القديم مستمرة في سوريا، ولكنه عاد إلى انطباعه المبدئي بأن ذلك ليس مؤشرا على تحول حقيقي.

التغيير بسوريا سيخلف عواقب في لبنان
رغم ضعف بشار الأسد، فإن داغان لم يتوقع إزاحته من السلطة في المستقبل القريب. وفي حال حدوث تغيير في القيادة السورية في وقت ما في المستقبل، فإن داغان وفريقه توقعوا أن أي خليفة سوف يأتي من داخل دائرة النخبة: "ليس هناك مرشح يكتسب صفة الحصان الأسود".
البلدان المجاورة لسوريا لديها مخاوف حقيقية من أن المتشددين قد يحلون محل بشار في سوريا، وهناك تفضيل قوي وعلى نطاق واسع لأن يبقى بشار الأسد الضعيف -في الوقت الحاضر (أي وقت كتابة البرقية)- ولو قدم مرشح مقبول نفسه فإن تلك المعادلة قد تتغير. وتبقى المسألة الأكثر أهمية للنخبة السورية استمرار سيطرة العلويين على السلطة.
وبسؤاله عن الرؤية السورية للولايات المتحدة، قال داغان إن السوريين "يعتبرون تأدبكم معهم على أنه تنازل". سوريا -كما يرى داغان- سوف تكون أقل ميلا للتدخل في شؤون جيرانها إذا ما تم الحفاظ على الأسد الضعيف داخل حدوده.
من جهة أخرى، توقع داغان أن الضعف السوري يعني أن سوريا لن تكون قادرة على السيطرة على حدودها مع العراق. التغيير في سوريا يعني أيضا أنه ستكون هناك عواقب سلبية في لبنان.
imagebank - AFP
a